المخاطب، فإذا حصلت جاز الحكم سواء تخصص المحكوم عليه بشيء أو لا. فضابط تجويز الإخبار عن المبتدأ وعن الفاعل سواء كانا معرفتين أو نكرتين مختصتين بوجه أو نكرتين غير مختصتين بشيء - واحد: وهو عدم علم المخاطب بحصول ذلك الحكم للمحكوم عليه. فلو علم في المعرفة ذلك كما لو علم قيام زيد مثلا فقلت: زيد قائم عُدَّ لغواً، ولو لم يعلم كون رجلٍ ما من الرجال قائماً في الدار جاز لك أن تقول: رجل قائم في الدار، وإن لم تتخصص النكرة بوجه، وكذا تقول: كوكب انقض الساعة، قال الله تعالى:(وجوهٌ يومئذٍ ناضرة)
الحديث عن (شوقي) ذكّرني عبارات من مرِثية قيلت فيه:
بُلبُلُ (الكرْمة) وّلى! أين غاب البُلبُلُ؟
أين غاب البُلبُلُ؟!
زَهَرُ (الكرمةِ) يبكي بدموعٍ ظاهراتٍ في الصباح!
فَنَنُ (الكرمة) آسٍ: لا اهتزازٌ، لا ارتياحٌ، لا طرَب!
بَهْجةٌ زالت، وجاءتْ وَحشةٌ، وعَرا (الكرمةَ) حُزْنٌ لا يَريمُ!