مجلس من القضاة الذين كرهوا السحر وما يأتي به أمثال هؤلاء الشريرات من موبقات وآثام. فكانوا يعذبونهن بأشد أنواع العذاب. فمنهن من ربطن إلى جذ الأشجار حيث ذقن الموت جوعا، ومنهن من كان يطلب إليهن إعادة الصلوات قبل إلقائهن في النار المضطرمة
وكان من السائد على أهل ذلك العصر أن ينظروا إلى السحرة كأنهم على اتصال بالشيطان. قال كلارك في كتابه:(أن من أبغض الأمور التي كان يتعاطاها السحرة في عصر اليصابات وما قبله ذلك النوع من السحر الذي كان يعرف بالعين الشريرة فكان من جملة معتقداتهم أن في استطاعة الساحرة أن توقع الضرر أو تميت الناس بمجرد إلقائها عليهم نظرة من نظراتها النارية؛ فكان العمل الذي كان يعتبر من أشد أنواع السحر ضررا هو بمثابة الحجر الأساسي في بناء علم التنويم المغناطيسي المعروف لدينا الآن)
وكان هناك نوع آخر من السحرة أقل ضررا وخطرا، ذلكم هو نوع العرافين أو المنجمين الذين كان الناس يقصدونهم كما يقصدون قارئي الكف في يومنا هذا. فكانوا يوهمون قاصديهم باتصالهم بالسماء والعالم العلوي فيقرأون المستقبل في الماء والهواء، في النار والدخان. وكثيرا ما كانوا يضطرون إلى استشارة أرواح الأموات أو تأويل صياح الديكة في تفسير ما يرونه من حقائق وأحلام
أما العفاريت فكان الناس يؤمنون بوجودهم الإيمان كله، وما هم إلا بقايا الأشخاص الخرافيين الذين عاشوا في عصر من العصور السالفة وأصبح في استطاعتهم بعد ذلك أن يهيمنوا على الإنسان فيحولوا أعماله حسبما يريدون وأنى يشاءون. نعم كان هذا الاعتقاد سائدا لدرجة أن أصبحت الكنيسة تعلم أبناءها أن لكل رجل في هذا العالم رفيقا من عالم آخر يحميه ويقيه غائلة الشر
وكان هنالك نوع آخر من الخرافة هو عالم الأشباح والخيالات. فما الشبح إلا روح غادرت جسدها المائت وانتقلت من عالم الأموات إلى عالمنا هذا ترفرف في الفضاء لتحقيق غاية من الغايات شريرة كالانتقام والقتل، أو خيرة كحماية البشر وصد الآلام عنهم. أشباح مرئية وأشباح غير مرئية محلقة بأجنحتها في الفضاء فتملأ العالم خيالات لا يحصر عددها ولا يعرف مقدارها