اطلعت على ما كتبه الفاضل عبد الحميد صالح البصري عن كتاب المستقصي في الأدب للزمخشري؛ وهو في أمثال العرب أوله: الحمد لله على ما أثلج صدورنا من برد اليقين. ذكر فيه جملة من أمثال العرب، وعني في شرحها بإيراد قصصها، وذكر النكتة والروايات فيها والكشف عن معانيها والأنباء عن مضاربها، والتقاط أبيات الشواهد لها مع الاختصار المستحسن المقبول، وتجريد الألفاظ عن الفضول. رتبه على فصول المعجم، وانتهى من تأليفه في شهر رمضان سنة ٤٩٩ هجرية.
ولدي نسخة من المستقصي، والنسخة التي تحت يدي في ستمائة صفحة مكتوبة بخط جيد أنيق على ورق من الكتان العتيق أحسبها كتبت في القرن السابع أو الثامن الهجري لاعتبارات فنية من ناحية قاعدة كتابتها ومن المادة التي كتبت بها والورق، وهي من ضمن مجموعة خطية أثرية من مخلفات والدي. وإني مستعد لتلبية من يود طبعه بشروط أتفق عليها أو أني أقدمها للمجمع اللغوي بمصر إذا رغبها. على أن الكتاب لا يخرج من القاهرة خدمة لأبناء وطني؛ كما إنه لدى تفسير البقاعي الذي لا وجود له بالمرة. وقد قدمت للمرحوم أحمد طلعت بك حول السبعين ألفاً من المؤلفات النادرة المثال، ومن النفائس منها: تفسير الخروبي لا يوجد له نظير مثل المستقصي وهو كتاب (ربيع الأبرار) اختصره هو نفسه وسماه: (روض الأخبار المنتخب من ربيع الأبرار)، أما المعروف المتداول من مؤلفاته فهو: أساس البلاغة، أطواق الذهب، أعجب العجب، الأنموذج في الجبال والأمكنة، الحقائق في غريب الحديث، الكشاف في التفسير، الكلم النوابغ المفصل، النصائح الكبرى، مقدمة الأدب.