للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لذلك فهي تقرر إحالة هذا الموضوع إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالتعاون مع المؤسسات المختصة لإيجاد الوسائل الفعالة التي من شانها تأمين تقديم آراء الخبراء الفنيين في مختلف نواحي الاقتصاد والاجتماع والثقافة للدول الراغبة في الحصول على مثل هذه الآراء.

هذان هما القراران اللذان أقرتهما الجمعية العامة لهيئة الأمم بالإجماع، ونحن نسجلهما للتاريخ، ولعليا نراهم عن قريب عملا نافذاً، ولعل اتجاهات السياسة المغرضة لا تجعلهما حبراً على ورق، ولا تطويهما في مطاوي النسيان. . .

دولة المماليك البحرية:

أجمع المؤرخون على أن السلطان الصالح نجم الدين أيوب هو أول من رتب المماليك البحرية وأول من سماهم بذلك الاسم نسبة إلى بحر النيل الذي كان يحيط بثكناتهم بجزيرة الروضة.

غير أن هذا الرأي لا يستند على أساس علمي صحيح، فلقد أثبت أستاذنا الدكتور محمد مصطفى زيادة بالأدلة العلمية القاطعة أن الصالح أيوب لم يكن أول من أوجد تلك الفرقة في مصر ولم يخترع لتسميتها أسم البحرية ولا أدل على ذلك من أن جده السلطان العادل كانت لديه طائفة من الأجناد أسمها البحرية العادلية كما أن الفرقة التي أنشأها الصالح نفسه كانت تعرف باسم البحرية الصالحية ولا معنى لهذه النسبة سوى ما أريد بها من تمييز تلك الطائفة عن الطوائف البحرية الأخرى المنسوبة لمن سبق الصالح أيوب أو من جاء بعده من السلاطين كالبحرية الظاهرية المنسوبة للسلطان الظاهر بيبرس البندقداري.

ويمكنني أن أرغم أستاذي القيمة بأدلة أخرى تتلخص في أن لفظ (البحرية) كان مستعملا في العهد الفاطمي في مصر حيث أطلق على طائفة من طوائف الجند، فيروي أبو المحاسن واصفاً ركاب الوزير في الموكب الخلافي الفاطمي (. . . ثم يأتي حامل الدرق والرمح. . . ثم الأكراد والغز المصطنعة وهم البحرية.

ولم تكن فرق البحرية موجودة قبل عهد الصالح أيوب في مصر فقط، بل كان يوجد في أوربا أيضاً فرق حربية جاءت إلى الأراضي الإسلامية وحاربت المسلمين في الشام وأطلق عليها المؤرخون العرب المعاصرون أسم (الفرنج البحرية) أو (الفرنج الغرب البحرية)

<<  <  ج:
ص:  >  >>