للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يجدون ما يرى غليلهم بينما نجرعهم غصص لغة لا يستسيغون لها طعما ولا لونا ولا رائحة.

ومن موجبات حمد الله وشكره أن هذه اللغة لم تتمكن من جوهر حياتنا ولم تنجح في أن تكون لغة تخاطب ولا لغة كتابة. .)

هذا ما قلناه بالحرف الواحد منذ شرعنا هذا القلم لهدم هذا الصنم الغليظ، ولعل الحكومة المجاهدة تستطيع اليوم أن ترفع معولها وتهوى به دفعة واحدة للقضاء على هذا الخبث بعد أن فتح الله علينا وهدانا إلى الصراط القويم بإلغائنا روابط الذل وحبائل الاحتلال. ولتكن بعد ذلك مادة اختيارية من بدئها إلى ختامها، فمن شاء دراستها فعليه أن يتخذ لنفسه الوسيلة، ومع ذلك فالدين النصيحة، فليعلم من لا يعلم أن هذه اللغة إنما هي لغة الأنانية بكل ما في هذه الصفة من أوضار. ألا يرى معي القارئ كيف يجعلون ضمير أنا هو الضمير الوحيد الذي يكتبونه بحرف كبير؟ فما هو السر في هذا إن لم تكن الأنانية.

ونقولها صريحة لأبناء العراق الشقيق: إننا كما يقول أمير الشعراء (كلنا في الهم شرق) ولكننا كما نحصي على أنفسنا أخطاءنا، لا نضن عليهم بالنصح لوجه الله والعروبة، فليعملوا فورا على تخلص لهجتهم ولافتاتهم ومكتوباتهم من الألفاظ الإنجليزية الدخيلة واستبدال الألفاظ العربية بها مثل (السائق) و (الكوب) و (القنينة) ولا داعي مطلقا لأن نقول التي شاعت في العراق وتسيء إلى القومية العربية التي نعمل على تدعيمها وأنف المستعمرين في الرغام.

محمد محمود زيتون

<<  <  ج:
ص:  >  >>