ويوجد قسم كبير من الأراضي موقوف على التعليم الديني ولكن الاحتلال وضع يده عليها فحول كثيراً منها في غير الوجهة التي أوقفت عليها ما عدا المنطقة الخليفية فقد سلمت الأراضي الموقوفة فيها إلى يد الخليفة. وقال إن التعليم في البلاد ينقسم إلى ثلاثة أقسام رسمي وديني ووطني؛ فالرسمي مهمته الكبرى في المنطقتين هي بث روح الاستعمار بين الأهالي، وقد استصدروا أمراً في المنطقة الخليفية بتعريب التعليم فيها ولا يزال السعي مبذولاً لتنفيذه، أما التعليم الوطني فيشمل جميع البلاد، ولكن الاستعمار أصدر أمره في أكتوبر الماضي بأن يقتصر هذا التعليم على مادة تحفيظ القرآن فقط، وأما التعليم الديني فنحن نطالب بتجديده وتنظيمه وفق النظام المتبع في الأزهر الشريف في مصر
وبعد ما تكلم المحاضر عن كثرة الأحزاب في المغرب قال إن البلاد فيها نهضة أدبية وفنية وفيها كثير من الأدباء والمثقفين الذين يعتمد عليهم في الجهاد لتخليص بلادهم من أيدي المستعمرين. وقد تألفت فيها كتلة العمل الوطني لهذا الغرض بزعامة الأمير محمد بن عبد الكريم المعتقل الآن، وهي تتأثر في عملها بمصطفى كامل وسعد زغلول وغيرهما من زعماء الشرق
وهنا قويت حماسة الخطيب البليغ فاندفع كالسيل يقول إن ما ننتظره الآن من المشارقة ومن مصر خاصة باعتبارها زعيمة الشرق أن يتجهوا بأبصارهم إلى بلاد المغاربة باعتبارها أوسع رقعة في بلاد شمال أفريقية ومن أكثرها تمدناً ورقياً وأقواها جلداً على الجهاد في سبيل رفعة شأن الإسلام
فلسطين والأستاذ الأكبر شيخ الأزهر
فلسطين (فيها بيت المقدس) وفي هذا موطن (الإسراء) ومتصل (قوة الأرض) بـ (قوة السماء)(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)
إنما (القدس) منزل الوحي مغنى ... كل حبر من الأوائل عالمْ
كُنِفت بالغيوب فالأرض أسرار (م) ... مدى الدهر والسماء طلاسم
وتحلت من (البراق) بطغراء (م) ... ومن حافر البراق بخاتم
فإذا قرأت اليوم الكتاب المبين من الأستاذ الأكبر (الشيخ محمد مصطفى المراغي) إلى رئيس الوزراء في الدولة المصرية فقل: إنما هو شيخ الإسلام يغضب للدين، وإنما هو أمام