ثم وقف الأستاذ محمد فريد أبو حديد بك فألقى كلمة استقبال الأستاذ الزيات، فقال إنه التقى به لأول مرة من نحو أكثر من ثلاثين سنة، زميلين في التدريس بمعهد أهلي، فوجد فيه شابا أنيقا في زيه الشرقي، حييا يفيض علما وأدبا، وأشار بفضله في تجديد تعليم اللغة العربية وآدابها، ومنهجه الجديد في تاريخ أدب اللغة بكتابه (تاريخ الأدب العربي) وأفاض الأستاذ أبو حديد في بيان أثر الأستاذ الزيات في أدب الجيل، ونوه بترجمته (آلام فرتر) و (رفائيل) قائلا بأنها الترجمة المنشودة للمشاركة الأدبية العالمية. ثم حلل ناحية في أسلوب الأستاذ الزيات وهي الخاصة بوضع الكلمة في موضعها سواء في الترجمة والإنشاء. واستطرد بعد ذلك إلى بحث مستفيض في استعمال الكلمات في المقامات المختلفة، وأتى بأمثلة من الشعر العربي وحللها مبينا ما فيها من ظلال التعبير النفسية. وهذا الموضوع: مناسبة التعبير للحال وما يضفيه من ظلال نفسية خاصة، موضوع قيم، ولكنه شيء آخر غير الإتيان بالكلمة في موضعها.
وعلى أثر ذلك نهض الأستاذ الزيات فألقى كلمته، ويراها القارئ في صدر هذا العدد من (الرسالة) ولست أقول فيها إلا أنها دلت عليه دلالة واضحة إذ قدم نفسه بها خير تقديم.
بقيت في النفس ملاحظات عامة، أردت أن أتغاضى عنها، ولكنها تلح علي، متذرعة بأن لها هدفا وأنها ذات موضوع، على حد التعبير الذي ذاع عن معالي رئيس المجمع، ذلك أن بعض الأعضاء الذين تكلموا في الحفل، لم يراعوا الصحة اللغوية في استعمال بعض كلمات وضبط أخرى، ومثل هذا إن أمكن التغاضي عنه في غير مجمع اللغة، فإنه لا يقبل من أعضاء المجمع وهم رجال اللغة. مثال ذلك ما ذكره الأستاذ إبراهيم مصطفى عن جهود الجارم في أعمال المجمع، ومنها (القاموس الوسيط) يقصد (المعجم الوسيط) والفرق بين المعجم والقاموس معروف.
أمينة:
هي امرأة فرنسية، تزوجها الشيخ إبراهيم، وسماها (أمينة) على اسم المرحومة أمه لحبه إياها.
والشيخ إبراهيم رجل من أغنياء إحدى القرية المصرية، يهتم بتربية الخيل، ويقوم عليها عنده ابن خالته الشاب الوسيم (محمد) الذي يفتتن بجمال أمينة وتفتتن هي أيضاً به، فهي