للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد صارت المجلات تخاطب الشهوات بالصور العارية، بعد أن كانت تخاطب العقول بالعلم الحق، والقلوب بالأدب السامي، وهبط الأدباء إلى درك السفلة من القراء بعد أن كان عمل الأديب رفع القراء إلى العلاء، وانقلبت الجامعات مسرح ظباء وموعد لقاء بعد أن كانت دار العلم والتقى والصلاح، وغدت السينما عندنا (تهريجاً) فاجرا، بعد أن كانت السينما عند الناس درسا وعبرة وفناً، وأوشكت هذه (الحرية. . .) وهذه (الحضارة. . .) أن تكون تعديا لحدود الشرع، وهدما لأركان الخلق، ودعوة إلى الفسوق، لا عمل لها إلا هذا، ولا ثمرة لها غيره.

أفيرضى عقلاء مصر أن تظل على هذا الطريق؟

يا أهل مصر! إن هذه المجلات، وهذه الأفلام، عدوان على مصر وعلى الفضيلة والعروبة والإسلام، فإذا أنتم لم تقاطعوها وتقتلوها، فمزقوا كتب الدين والأدب والتاريخ، لأن كل صفحة منها تمجيد للعرض، وامتداح للنخوة.

يا أهل مصر!

لقد جرب أجدادنا العمل بالقرآن فكانوا سادة الدنيا لكها، فجربوا أنتم مخالفته وانظروا ماذا تكونون!!

القاهرة

علي الطنطاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>