للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مقدمة الدول العربية وتطمح إلى الزعامة بينها. وكان الإنكليز قد احتلوا مصر عام ١٨٨٢ ولكنها نالت استقلالها الناجز سنة ١٩٣٦

والجزيرة العربية تمتاز باحتوائها الأماكن المقدسة، مكة والمدينة. وهي بداعي تقاليدها الدينية وجغرافية أرضها تعيش عيشة منفردة انعزالية غير متأثرة بالعوامل الخارجية. لذلك انكسرت موجه التأثير الغربي الأوربي بما فيها من قومية وعلمانية ونزعات عصرية حديثة، على شواطئ الجزيرة دون أن تحدث بها هياجاً ملحوظاً. وفي أوائل الثلاثين من هذا القرن اكتشف الأمريكيون في شماليها - في البلاد السعودية - معادن غنية للزيت ولكن أثر الشركة الأمريكية يكاد يقتصر على بقعة محاذية للخليج الفارسي. وفيما سوى المملكة السعودية فهنالك مملكة اليمن المستقلة وهذه أيضاً متصفة بالمحافظة على القديم وعدم الإجابة لدواعي المدنية العصرية الحديثة

والهلال الخصيب يتألف من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن والعراق. ولقد كانت سورية ولبنان إلى نهاية الحرب العالمية الثانية تحت الانتداب الفرنسي ولكنهما اليوم جمهوريتان مستقلتان. وكانت فلسطين وما وراء الأردن والعراق تحت الانتداب الإنكليزي. ومقاومة الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان ونشط الروح القومية الوطنية، كما أن مقاومة الانتداب الإنكليزي في سائر بلدان الهلال الخصيب ومقاومة الصهيونية نشط الروح القومية فيها. ولقد كان تقدم العراق السياسي من الانتداب في عام ١٩١٨ إلى الملكية عام ١٩٢١ إلى الاستقلال والانضمام إلى جامعة الأمم عام ١٩٣٢ أمراً مذكوراً. والعراق اليوم مثل مصر حكومته ملكية دستورية

وعليه نرى أن الأمم العربية في غربي آسيا التي كانت حتى الحرب العالمية الأولى خاضعة للحكم العثماني قد فازت بين الحربين العالميتين باستقلالها وأخذت تسير في قافلة الأمم العصرية الديمقراطية الناهضة

٦ - أثر الغرب الحديث في البلدان العربية

ظلت البلدان العربية رازحة تحت الحكم العثماني أربعة قرون (١٥١٦ - ١٩١٨) كانت بمثابة القرون المظلمة في تاريخها الطويل. عاش أبناء العربية في هذه القرون محافظين على القديم مقيدين بالتقاليد لا يشعرون بشيء من التقدم الأوربي ولا يهتمون به. فكان

<<  <  ج:
ص:  >  >>