هل نزل اليهود بلدا فلم يكونوا أرباب المال فيه، إلا الشام، فما كان اليهودي في الشام إلا متجرا بعتيق الثياب، يدور بها على الأبواب، أو منظفا لمجاري الكنف تحت الأرض؟ ذلك لأن أهل الشام أبصر بالعمل، وأعرف بطرق جمع المال من اليهود
وهذه والله فخر لهم، وإن عدة ناس طعنا عليهم
أفيعيينا (معشر العرب) ولنا هذه السجايا، أن نتقلد السلاح، ونرجع أمجاد الأجداد؟ أتعجزنا حرب إسرائيل؟
أهؤلاء الزعانف أو شاب الأمم، أم دول أوربا رمتنا عن قوس واحدة أيام الصليبيين؟
أهؤلاء أم سيول التتر، لما قادهم إلينا هولاكو فحطوا علينا حط الجراد؟
أهذه (الدويلة. .) بنت ثلاث سنين. . أم دول الصليبيين التي شاخت في أرضنا إذ عاشت فيها أكثر من مئة سنة؟
أهذه الدويلة. . . ونحن بالجيش والسلاح، ولنا الاستقلال، ومعنا المال، أم فرنسا ذات الحول والطول، لما حاربها رجال منا بأيديهم، لا يملكون إلا السلاح الذي أخذوه من جنود فرنسا؟ فوقفت فرنسا بدباباتها ومدافعها عند جسر تورا سنتين لا تستطيع أن تجتازه، وما عرض النهر إلا خمسة أمتار، وما يحميه إلا عشرات من الثوار.
أما نصرنا الله في أيام أشد من هذه الأيام؟
أضاعت ثقتنا بالله ثم بأنفسنا وبماضينا وبأمجادنا؟
ألا ترونها تتلظى في العروق الدماء، وتتفجر في الرؤوس الحماسة؟ أما ترون شباب مصر، وطلاب الجامعة، وتلاميذ المدارس، وعمال المصانع، يزلزلون الأرض، لا يطلبون إلا أن يفتح لهم الطريق، ليمشوا إلى حرب إنكلترا؟
إنهم لا يحفلون جندها، ولا يبالون سلاحها، ولا يخشون حديدها ونارها. ولو فتح الطريق لنساء مصر، لمشت إلى حرب إنكلترا نساء مصر!
إن ها هنا شعبنا يريد أن يموت ليحيا وطنه، فهل تستطيع إنكلترا أن تبيد الشعب كله؟
فيا أيها الحاكمون في بلاد العرب، لا تطفئوا هذه الحماسة. لا تزهقوا هذه الروح.
يا أيها الحاكمون، أجعلوا كل ميدان في البلد ساحة تدريب، وكل قادر على الحركة جنديا. دربوهم وخلوا طريقهم، فإنكم لا تدرون متى تحتاجون إليهم. (جندوا) كل يافع وكل كهل