تحملك على الجزم والاعتقاد بان القصد في الطبيعة متجه إلى خلق الفرد بالذات، وإحساسه على انفراد بالحياة التي فيه هو، وأنه مخاطب وحده مباشرة من خالق الوجود) وهكذا نصل إلى المنتهى فنجد الفلسفات الداكنة قد دقت بالطارق حتى سادت الأرض وجملة مل يمكن أن يقال عن كتاب (العقل المؤمن) هو أنه استجابة صادقة لقول الخالق الأعظم. . (قل انظروا ماذا في السموات والأرض) ورحمة الله على أبي اسحق فقد قال.
ولله في كل تحريكة ... وفي كل تسكينه شاهد
وفي كل شيء له أية ... تدل على أنه واحد
- ٢ -
بقيت كلمة. .
يقرر المؤلف وهو مندفع في غمرة الحماس (أن الإنسانية القديمة أصدق من الحديثة إحساسا، وأحياء شعورا. . حين شغلتها المسألة الدينية في جميع مواقفها، وجعلتها تنشئ شؤونها المادية، ومعها شعورها الديني) وكلما يعلم أن الدين في معتقد الأقدمين غفلة وذل، ولعل الهرم أعظم برهان يقدم دليلا وشاهد إثبات على هوان الرعية وتجبر الرعاة، وتواضع الشعب وسطوة الحاكم، وكان كل ذلك باسم الدين ولخير عندي أن يتمرد (إنشتين) أبو الذرة فيقول: (ما هو الله؟. . سؤال ليس له معنى) من أن توصر أجيال السالفين بالأديان في خدمة الكهنة والمتألهين
وفي مكان آخر بعد الذي مضى يقول (وقد كانت عقول قدمائنا حتى عقول بعض الأنبياء لا تدرك عمل الله سبحانه في التكوين والإحياء وتتوهمه سبحانه خاضعا في عمله للوسائط والأدوات والكيفيات المادية) ولعل الكاتب الكريم لا يخالفني في أن النبي هو الصورة المثلى للأيمان، وهو العبقري شاذ في الطبيعة يستند في تفوقه الإلهامي إلى الوحي، وفي قدرتها الخارقة إلى المعجزة وما يحمله عرض المؤلف من معاني هو كل ما يأتي النبي لهدمه وطرده من عقول أمته. وإذا كان المؤلف قد أتى بطائفة من آيات القرآن المحكمات فرجاؤنا أن يبحث لها عن تفسير غير تفسيره يكن أسلم
وكتاب اليوم هو الأخ الثاني لسفر تقدمه وأحدث ضجة كنا نتبعها بشغف في سنة١٩٤٦