واستقالت ماريا من فورها. . . وانطلقت مع ميشيل إلى روما. . . وقوبلا في الفندق مقابلة ثائرةً صخابة. . . ولقيتها المديرة بالترحاب، وبالغت في الاعتذار لميشيل، لأنها علمت أنه لم يتسبب في تهشيم الصندوق. . . ولكن الفتى ازور عنها، وسأل الكاتب ظرفاً كبيراً من الورق وضع فيها الورقة المالية. . . وصعد إلى الطابق العلوي فاستأذن على إيزابل هايس الأديبة الإنجليزية فأذنت له. . . ولم يجلس، بل قدم إليها الظرف بما فيه. . . وانطلق شاكراً
وحمل متاعه. . . وصحبته ماريا إلى بيته القديم الذي لم يدخله مذ ماتت أمه. . . وهناك، طفق الحبيبان ينفضان غبار الموت والفقر والذكريات المشجية عن الأثاث القديم. . . وكشف في صندوق أمه عن فضل قليل من المال كان حسْبه للعقد على ماريا، ولحياة ثلاثة أشهر كانت كلها عسلاً. . . وكتب خلالها قصته. . . وباعها بمبلغ كبير من المال. . .