للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أبي شادوف) ويقول المؤلف في مقدمته (وبعد فيقول العبد

الفقير إلى الله تعالى يوسف بن محمد. . . كان الله له، ورحم

سلفه، أن مما مر على من نظم شعر الأرياف، الموصوف

بكثافة اللفظ بلا خلاف، المشابه في رصه لطين الجوالس،

وجرى ذكره في بعض المجالس، قصي أبي شادوف، المحاكي

لبعر الخروف أو طين الخروف، فوجدته قصيدا يا له من

قصيد، كأنه عمل من حديد، أو رص من قحوف الجريد،

فالتمس مني من لا تسعني مخالفته، ولا يمكنني إلا طاعته، أن

أضع عليه شرحا كريش الفراخ. أو غبار العفاش وزوابع

السباخ. يحل ألفاظه السخيمة، ويبين معانيه الذميمة، ويكشف

القناع عن وجه لغاته الفشروية، ومصادره الفشكلية، ومعاتيه

الركيكة، ومبانيه الدكيكة، وأن أتمه بحكايات غريبة، ومسائل

هبالية عجيبة. وأن أتحفه بشرح لغات الأرياف، التي هي في

معنى ضراط النمل بلا خلاف، وأشعارهم المغترفة من بحر

التخابيط، واشتقاق بعض كلماتها التي هي في الصفات تشبه

الشراميط، وذكر فقهائهم الجهال، وعلمهم الذي يشبه ماء

النخال، وفقرائهم الأجلاف، وأحوال الأوباش منهم والأطراف.

<<  <  ج:
ص:  >  >>