للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الخ)

ومن هذا التقديم نستطيع أن نفهم ما يشتمل عليه الكتاب، وقد قسمه مؤلفه إلى جزء ين، جعل أولهما تمهيدا للثاني، وشرح في الثاني قصيد أبي شادوف، ولئن كان صاحب كتاب تقويم النديم قد جاء بمقامة (طافحة من أولها إلى آخرها بضروب من الأحماض، والفحش والمجون الذي لا يستساغ نشره) فإن الشربيني قد أسرف في ذلك، ولكن هذا لا يمنعنا أن نشير إلى ما يمكن أن يستفيده الباحثون من هذا الكتاب.

في هذا الكتاب أمور على جانب كبير من الأهمية، فهو قد سجل اللغة العامية في عصره، وشرح معاني مفرداتها وما تدل عليه شرحا وافيا، وهو قد تعرض للحالة الاقتصادية بإسهاب، كما أنه وصف حال الحكام مع الشعب وحال الشعب مع الحكام أدق وصف، وفي أثناء الكتاب فوائد أدبية، قصص، وأشعار، وأخبار من الأدب الرفيع، وفيه شرح لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وهكذا. . .

والمؤلف كعلماء عصره، مغرم بالبديع كل الإغرام، فهو لا يترك مناسبة تمر دون أن ينبه فيها على نوع من أنواع البديع، ويظهر أنه كان واسع الإطلاع فهو يذكر كثيرا من الكتب، وينقل عنها، ويعنى عناية خاصة بذكر خواص الأطعمة وفوائدها ومضارها، ولا سيما أطعمة أهل الريف.

اللغة العامية: كتب أبو شادوف قصيدته باللغة العامية،

وضمنها شكوى زمانه، وإخوانه، وحكامه، وأمنيات كثيرة في

تشهي بعض الأطعمة، وتعرض الشارح لكل ذلك بالعامية

مرة، وبالعربية الفصحى أخرى. والذين يعنون بدراسة العامية

وتطورها يجدون في هذا الكتاب غناء لهم أي غناء. ويمتاز

هذا المؤلف عن غيره بأنه إذا ذكر كلمة شرح مدلولها شرحا

وافيا، وإذا كان مدلولها في بلاد مختلفة شرح مدلولها في كل

<<  <  ج:
ص:  >  >>