فقال: يا رسول الله، ليس لي ولعيالي غيرها لا أستطيع ذلك. فبلغ ذلك عثمان (رضوان الله عليه) فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم)
٢٢ - في الصفحة (٧٠): فيخرج (يعني أسقف رومية) في المواكب والأبهة بالمركبات والمحفات مسرفا في ترك العيش ولا إسراف الملوك
قلت: أرادوا أن إسراف الأسقف يزيد على إسراف الملوك فجاء مقصودهم معكوسا. وكان ابن الحريري قد قال في (الدمياطية) غدوت قبل استقلال الركاب، ولا اغتداء الغراب. فقال احمد الشريشي أي ولا مثل اغتدائه، فحذف مثل المنصوبة بلا وأقام اغتداء مقامها لأن (لا) لا تنصب المعارف، أراد أن اغتدائي قبل أن يغتدي الغراب، والغراب أكثر الطيور بكورا، وهذه إذا طلبت حقيقة معناه صار المشبه أقوى من المشبه به، تقول العرب: فتى ولا كمالك، يريدون أن مالكا أفضل من الفتى، ومثله مرعى ولا كالسعدان وماء ولا كصداء، فهذا مذهب العرب في ذكر (ولا) بين المشبهين، وكلام العرب فلان أبكر من الغراب لا الغراب أبكر من فلان ولا فائدة في ذلك فإذا حققت لفظة (ولا) في تشبيه الحريري على ما يجب لها في كلام العرب انقلب المعنى. ويستعمل أهل فاس في مغربنا لفظة (ولا) في تشبيهاتهم على حد استعمال الحريري، ولا يستعملها أهل الأندلس
٢٣ - في الصفحة (٣٢٣) يحترزون عن التشبيه غاية الاحتراز فقلت: احترز وتحرز إنما يعديان بمن لا بعن، ففي أقوال العرب وكتب اللغة: احترز منه وتحرز أي تحفظ وتوقى كأنه جعل نفسه في حرز منه. ولم يجيء في كلام عربي مثل هذا القول: احترز غاية الاحتراز بنيابة غاية عن المصدر، ولم يذكره نحويون متقدمون ولا زاد هذا النائب أو النائبة. . . متأخرون
٢٤ - في الصفحة (٢٤٦): فالنصارى قد حرم عليهم دينهم السكر والزنى وفيهم مع ذلك من يباهي بارتكاب الفاحشة ومن يفتخر بإدمان المسكر
قلت: لم يقصد كتابهم بقوله يباهي. . . المفاخرة بل قصد الافتخار كما قال من بعد: ومن يفتخر. . . بالصواب يتباهى بكذا أو يبتهي به؛ ففي الأساس: وأنا أتباهى به، ولي به افتخار وابتهاء قال أبو النجم:
ليس المحاذر أن يعد قديمه ... والمبتهى بقديمه - بسواء