وتستطيع وزارة المعارف أن تلزم المدرسين بأن يكونوا مثالاً كاملاً للاستقامة والعفة والمروءة، وأن يكونوا قدوة للطلاب صالحة، فأنا قد رأينا من ليس كذلك، رأينا من يصحب طلابه إلى دور الفحشاء!
وتستطيع وزارة المعارف أن تضع القوانين الصارمة لحماية عفاف الطلاب من أنفسهم ومن غيرهم. . .
أما آباء الفتيات الذين لا يزوجوهن إلا بيعاً، فهم رأس البلاء، ولكنه لا ينفع معهم الكلام
أما أنتم يا اخوتي الذين يقرئون هذا الفصل من الشباب، فإني أنصح لكم (وأنا شاب مثلكم)، بأن تصرفوا ميولكم إلى جهة علوية، فان الميل كالبخار المتصعَّد من القدر قد يجد سبيله فيدير الآلة، ويسير القاطرة، وقد يحتبس فتنفجر به القدر، وقد يسيل على الأرض هدراً، فأنا لا أحب أن تسيل ميولكم هدراً، ولا أن تضيق بها نفوسكم حتى تنفجر، بل أحب أن تتساموا بها فتسوقوها في طريق الفن والإبداع
إن من يفكر في المرأة، ويزداد به الشوق إليها، ولا يجدها زوجة لأن الآباء يضنون ببناتهم حليلات ويبذلونهن للناس خليلات، يستطيع أن يصب شوقه في القطعة من الشعر أو القصة من القصص، أو أن يصور شوقه نغمة جديدة، أو صورة بارعة يشعر إذا صنعها بمثل ما يشعر به من بلغ - ما كان يريد - ويجد الاطمئنان، ويمشي في طريق النبوغ
وإن الشباب إذا دأب على المطالعة والبحث، ورغب في التفوق على رفاقه في المدرسة، أو الفوز على خصومه في الجري أو الملاكمة، أو استغرق في تجارة فشغلته، أو صناعة فملأت حياته لا يجد في نفسه بقية للشهوة، إنما تستبعد الشهوة من كان فارغ الرأس واليد والوقت
إن الشباب والفراغ والجدة ... مفسدة للمرء أي مفسدة!
وبعد فهذا داء عضال فتاك، فأين أطباؤه، وأين من ينتبه إليه؟ أين الكتاب الباحثون فيه؟ أين أولو الأمر المعنيون به؟ أين الغُيُر على الدين والأخلاق؟ ألم يبقى منهم أحد؟!