الأعضاء وأنعم بها عليه ألا يستعملها إلا في طاعته. . . هذا أول سلاح تدرأ به المعصية، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) أي لا يستطيع أن يزني وهو مؤمن أن الله مطلع عليه، ناظر إليه، ولمنعه الحياء من الله أن لم يمنعه الخوف من العقاب
وهنالك الشرف، فإذا ربيتم الشاب عليه، وجعلتموه يحس به ويقدره قدره، وأفهمتموه معنى المروءة وقيمة العرض، لمنعه من الفاحشة ما كان يمنع الجاهلي الشريف، من أن ينظر إلى جارته حتى يوارى جارته مأواها
وهنالك الصحة، فلو عودتموه الرياضة، وعرفتموه قيمتها، وأنبأتموه أن الله جعل مع العفاف الصحة والسلامة، ومع الفاحشة الضعف والمرض والمصائب السود لاقتصد في اتباع الشهوة، إن لم يكف عنها، ولم ينظر إليها إلا من سبيلها، وسبيلها الزواج
وهنالك طيب السمعة، وحسن الذكر في الناس، وهنالك الكثير من الأسلحة والحجبَ
والعلاج كله في يد وزارة المعارف وآباء الفتيات
أما وزارة المعارف، فتستطيع أن تعني بالأخلاق العامة، فتبذل جهدها في مراقبة الجرائد والمجلات والروايات، وتبث الوعاظ ينشرون في الناس الفضيلة ويرغبونهم عن التهتك والعري
وتستطيع قبل ذلك كله أن تهتم بأخلاق التلاميذ، فتوكل بهم من يفهمهم (قبل سن البلوغ) حقائق الحياة الجنسية بأسلوب علمي يضرب فيه المدرس المثل بتلاقح الأزهار، واجتماع الحشرات والطيور، ويبين لهم بشاعة الفاحشة على مقدار ما يتسع له القول وأضرار (العادات السرية السيئة) ويكون حكيما في بيانه، فلرب بيان مثل هذا، يخلو من الحكمة، فيقود إلى الرذيلة بدلا من أن ينصرف عنها
وتستطيع وزارة المعارف أن تعلي من شأن درس الدين، وتختار له من المدرسين من يكون قدوة في سمته وخلقه وسيرته، فان المدرس يفعل بسيرته في نفوس الطلاب ما لا يفعل بمحاضراته وتدخل هذا الدرس في الفحوص والامتحانات العامة، وتجعل الطلاب (يرسبون) إذا قصروا فيه، لأن الطلاب لا يمكن أن يعنوا بدرس لا (يرسبون) إن قصروا فيه