للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يستشعره ويستظهره ويعمل به؛ فإن الأديان جميعاً تتفرع من أصل إلهي واحد، هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إنما تخشى من يعتقد أن إلهه في السماء وليس معه على الأرض، ومن يحسب أن غاية دينه كلمات وحركات تؤدى في كل فرض! والإخوان المسلمون قوم تآخوا في الله وتواصوا بالحق وتوافوا على المحاجة وتعاونوا على البر واستبطنوا حقيقة الدين. دستورهم القرآن وهو بين، وحكمهم الشريعة وهي سمحة ونظامهم المحبة وهي أجمع، وغايتهم الإنسانية وهي أشمل. والإسلام أنزله اللطيف الخبير الذي يعلم من خلق، ليكون سلاما لكل نفس، وقواما لكل عمل، ونظاما لكل جماعة. ودنياه العامة التي يحكمها وينظمها لابد أن يكون فيها العربي والأعجمي والذمي والوثني، فلا جرم أن الله يدبر بحكمته الأمر على أن يعيش هؤلاء جميعا سعداء في ظله. وماذا تخاف من (الإخوان) وهم يتلون كل يوم قوله تعالى:

(إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلهم آجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون)؟

فقال صديقي وقد نقع ما قلت نفسه:

إذا كان رأي الإسلام في المخالفين هذا الرأي، وكان (الإخوان) مسلمين بهذا المعنى، فآنا لنرجو أن يكون أساس المصريين جميعا في البناء هذا الأساس: إيمانا خالص بالله وعمل صالح للناس!

أحمد حسن الزيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>