وحبوبها ونتاج أرضها المباركة الخصيبة بفضل هذا الشريان الطاهر المقدس الذي يجري في أوصالها وأعراقها منذ فجر التاريخ، وفصل آخر يعقده المؤلف عن ميزات النيل وواديه وهو مليء بالنوادر الفردة والآثار التاريخية والنصوص الأدبية والروائع الممتعة مما أنتجته عقول الأدباء والكتاب والرواة - وددت لو نقلته لك بأكمله - ولكن من الخير لك أن تنفرد به وحدك فتتذوقه بنفسك وتتملاه بذوقك (ومن ذاق عرف!)
وبعد فهذه صفحات أخرى تسير بك في إبداع وإمتاع، وفيها إهابه ببني مصر أن يهبوا، فقد طال بهم الرقاد! - إن النيل يفي لنا في كل عام، لا ستخلف عن الجريان مرة! - أفلا نكون معه أوفياء! و (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان!) قد يسمك النيل فيضه قليلاً أو رويداً، ولعله يراد بذلك أن تتنبهوا وتعتبروا، وتقدروا النعمة حق قدرها؛ وقد يزداد فيضه ليحذركم وينذركم، ويخوفكم من انقلاب النعمة نقمة! فأين الاعتبار يا أولي الأبصار؟!
أي ما أبلغ هذا الكلام وأجمله! أما واجبنا نحو النيل فيجليه لنا يراع الكاتب الموفق جلاء واضحاً في بنود عدة بلغت (الثانية عشرة)! وأخيراً. . نجد أمامنا (ملحقات): النسل في القرآن، أساس الوحدة هو الإسلام (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وهي ثلاث خطب منبرية عصرية، جمعت فأوعت من الحديث الواعي الحصيف، والاطلاع الوفير، والأدب المستنير الغزير!
ألا حيا الله أستاذنا الشرباصي، ووفقه دائما لخدمة الإسلام والقومية والعروبة، وجزاه عن دينه ووطنه وأمته ولغته خيراً!