علامة للتفرقة بين بيوت المصريين وبيوت الإسرائيليين.
ولما هب بنو إسرائيل للفرار من أرض مصر، اعجلوا عن انتظار العجين حتى يختمر فأكلوا خبزهم في ذلك اليوم فطيراً، فهم يحيون تلك الذكرى بأكل الفطير في مثل ذلك اليوم من كل عام.
أما مراجع التاريخ فتقول أن ذبح الحملان وأكل الفطير من أقدم شعائر الرعاة على سبيل القربان والاحتفال بالخير الجديد. فيتقربون إلى إله الزرع بذبح حمل مولود في عامه ويأكلون الحب الجديد غير مخلوط بخميرة من محصول قديم. وقد شاع أكل الفطير في المراسم الدينية تقرباً إلى الآلهة بين أتباع الأديان التي تعرف بأديان الأمومة، ويراد بها الأديان التي يعبد فيها الإله وأمه معاً، ويقال عن أمه في معتقداتهم إنها هي مصدر الخصب والولادة والنماء.
وقد كان المصريون الأقدمون يحتفلون بعيد الربيع في موسم قريب من موسم الفصح أو موسم القيامة بعد ذلك، وكانوا يرمزون فيه للخصب والولادة بأكل البيض لأن البيضة رمز كل ميلاد، ويرمزون فيه للمحصول الجديد بما يأكلونه من البقل الأخضر والبصل الأخضر كما نفعل في هذه الأيام.
فأخذ الإسرائيليون شيئاً من مراسم هذا الموسم، وجاء المسيحيون فمزجوا بين عيد الربيع الذي تبعث فيه الأرض وعيد القيامة الذي يبعث فيه السيد المسيح، واعتقد بعض شراحهم أن السيد المسيح حوكم وقضي عليه بالموت في يوم احتفال اليهود بعيد الفصح وهو اليوم الرابع عشر من شهر نيسان، وعدل فريق منهم عن هذا الموعد إلى الاحتفال بعيد القيامة في يوم الأحد الأول بعد أول قمر كامل يلي موعد الاعتدال الربيعي، أو موعد دخول الربيع.
ويأتي شم النسيم في الاثنين التالي لعيد القيامة، فهو يوم ولا كالأيام، لأنه من أيام الطبيعة وأيام العقيدة وأيام التاريخ، وفيه بيان ولا ككل بيان لمبلغ الاتصال بين الأديان من قديم وحديث، ولو تقصينا فروعه وشعابه في تاريخ كل زمرة وشعائر كل نحلة لما وسعه سفر كبير.
ولم يكن هذا العيد معروفاً باسم شم النسيم في العصور التاريخية القديمة، ولكنه سمي بذلك