هذا ونشكر الأستاذ أن أتاح لنا فرصة الحديث عن كتابه مع قبول تحياتي وإعجابي
شطا نوف
محمد منصور خضر
دلالة الانفعالات الفكرية القائمة في مصر الآن
ليس من الحكمة أن ينظر بعض من يهمهم أمر هذه الأمة، بين الريبة والشك إلى الانفعالات الفكرية القائمة في مصر الآن فيحيطوها بشيء من الحذر والحيلة والسياسة، ويعملوا على حصرها في داخل الدائرة المرنة ظنا منهم أن هذه الانفعالات مقدمة ثورة أو انقلاب، وما هي في الواقع إلا نتيجة شعور بالحسرة والخيبة والألم، ودليل طموح إلى غايات سامية يرمى في جملتها إلى تحقيق ما يحلو من الآمال ودفع ما يحز الشعور
لقد كانت عنايتنا بالمسائل الحزبية والحركات السياسية داخل بلادنا في ربع القرن الأخير أكثر من عنايتنا بالعلاقات الاجتماعية والحركات الإصلاحية. وهذه هي علة ضعفنا وسقوطنا في ميدان الكفاح وإخفاقنا في إحراز المثل العليا في الحياة
وإن المنطق التاريخي للوطنيات الواعية ليدعونا إلى ترك الخلافات، ونبذ الخصومات وتناسي الحقاد، والتباعد عن الأثرة والأنانية، وبذل أقصى الجهود واصدقها لإقامة المجتمع المصري على أسس قوية متينة من الإيمان بالوطن والعلم بماضيه وحاضره، والعمل الذي يلبي نداء الوطن ويقضي حقوق المواطنين فيه
ويدعونا أيضا ذلك المنطق إلى احترام هذه الانفعالات الفكرية المنبثقة عن تنبع شعور الأمة بثقل وطأة الاستعمار وتزايد إحساسها بما ناله على يديه من ضيم وإجحاف وهوان وشعور الأمة هو كل حياتها القومية والاجتماعية كما انه يدعونا بعد ذلك إلى الانتفاع بهذه الانفعالات واستغلالها استغلالا حكيما للخلاص من مخلفات الماضي البالية، والقضاء على معالم البؤس والشقاء البادية. ولا يمكن ذلك إلا إذا اتحد الزعماء والقادة، وتجمع المفكرون والمصلحون تحت راية توحيد الأهداف ووسائل الإصلاح وتوجيه الرأي العام وجهة الخير والفلاح