للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هؤلاء مالا تعرفه الجماعية، السنية؛ وعند الصوفية والإسماعيلية، وسائر الباطنية غرائب تنكرها تانك الفرقتان. وقد بذل الأئمة (رحمهم الله) المجهود بل فوق المجهود في أمر الحديث ورجاله. وأبدعوا في مؤلفاتهم وتفننوا، وأفردوا كل نوع منه ومن رواته بالتصنيف المجوّد (لقد كانوا في دقتهم وتحريهم وإحاطتهم وإتقانهم معجزة الله في المؤلفين)

ولقرأ من أراد الإلمام باهتمام القوم (مقدمة ابن الصلاح) في علوم الحديث. ففيها إشارات مبينات؛ وهي في هذا الفن مثل مقدمة ابن خلدون في بابها كما قال فقيه الشام كله العلامة الأستاذ الشيخ محمد بهجة البيطار.

ومن أدلة الإحفاء أو الاستقصاء في شأن الحديث، ومن بدائع التنويع والتخصيص فيه كتاب (الإجابة) الذي صنفه الإمام الزركشي، وحققه وأنشأ مقدمته وعلق عليه وفهرسه الأستاذ سعيد الأفغاني.

يبدأ الكتاب بمقدمة الأستاذ الأفغاني، وقد نشر شيئاً منها في الجزء (٣٠٤) من (الرسالة) الغراء. ذكر فيها مطنباً موضحاً مكانة أم المؤمنين (رضي الله عنها) وسيرة المؤلف وأسماء مصنفاته الثلاثة والثلاثين.

وتجيء بعد ذلك مقدمة المؤلف وقد أشار إليها محقق (الإجابة) في مقالة له في الجزء (١٩) من (الثقافة) الغراء.

ويليها الباب الأول في سيرة (السيدة): (رضي الله عنها) وخصائصها وفيه فصلان: الفصل الأول في ذكر شيء من حالها؛ وقد جاء فيه:

(رُوى لها عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ألفا حديث، ومئتا حديث، وعشرة أحاديث)، (٢٢١٠).

وفي هذا الفضل: (. . . عن أبي يونس مولى عائشة أم المؤمنين أنه قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً، ثم قالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) فلما بلغتها قالت: (وصلاة العصر) سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم)

قلت: وفي (كتاب المصاحف) للسجستاني نحو من هذا. وعزا الزمخشري هذه الحكاية إلى حفصة (رضي الله عنها) وقال في كتابه أيضاً: (روي عن عائشة وابن عباس (رضي الله عنهم) والصلاة الوسطى وصلاة العصر بالواو، وقرأت عائشة (رضي الله عنها) والصلاة

<<  <  ج:
ص:  >  >>