اذكرني الكلام الذي يجري الآن عن الحجر الصحي ووقاية البلاد من الأمراض الوافدة بكلمة لها صلة بهذا الموضوع.
ذلك أن جمهورية (فينسيا) كانت أول دولة أقامت محجراً صحياً ببلادها عام ١٤٠٣م وأسمته (لازاريت)، ثم كان أن أخذت الدول الأوربية عنها هذا النظام.
ولما هجمت (الكوليرا) على مصر عام ١٨٣١م كان الوالي على مصر محمد علي باشا، فأمر ذلك المصلح الكبير بإدخال نظام (الكورنتينة) في مصر، فجمع قناصل الدول وألف من بينهم لجنة لوضع النظام الخاص بهذا الغرض، وفي عام ١٨٣٢م بني أول محجر صحي في الشاطبي بالإسكندرية، وعرف هذا المكان باسم (مزريطة) أو (الأظاريطة) نسبة إلى كلمة (لازاريت) التي أطلقت على أول محجر صحي أنشأته جمهورية (فينسيا). .
ويقول (لاروس) في معجمه الكبير - مادة لازاريت - (إن بعض الإفرنج يرون أن كلمة لازاريت مأخوذة من كلمة الأزهرية لأن الأزهر في مصر ملجأ للعميان والشيوخ المتقاعدين)
ولست أدري هل هذا هو مبلغ العلم عند هؤلاء الإفرنج، أم هي روح التعصب والشنآن لا تفارقهم حتى في التحقيق العلمي، فإن كلمة (لازاريت) معروفة الأصل واضحة النسب، فهي كلمة لاتينية معناها (المجذوم)، وقد كانت الدولة الرومانية تبالغ كثيراً في الحجر على المجذومين، وكان عقاب المجذوم الذي يخرج من نطاق الحجر هو القتل السريع، وكان أن أطلقت هذه الكلمة على نظام الحجر الصحي الذي أخذت به الأمم فيما بعد. .
علي مبارك باشا:
أشار الدكتور زكي مبارك في مقال له بالبلاغ إشارة عابرة إلى علي مبارك باشا فقال:(والحقيقة أن علي مبارك باشا من مديرية الشرقية. . . وقد كان عظيماً، والذي يعرف تاريخه هو الدكتور إبراهيم سلامة، فقد نال بالحديث عن مذاهبه التعليمية إجازة الدكتوراه من باريس. . .).
وأنا رجل شرقاوي، وكان يهمني أن يكون ذلك الرجل العظيم من مفاخر إقليمي، ولكن الحقيقة أنه من الدقهلية، وقد قرر هو هذه الحقيقة في الترجمة التي كتبها لنفسه في الخطط