التوفيقية فقال:(إن قرية برنبال الجديدة هي مسقط رأسي، وبها نشأت، وكانت ولادتي سنة ١٢٣٩هـ كما أخبرني بذلك أبي وأخي الأكبر، وأصل جدنا الأعلى من ناحية الكوم والخليج وهي قرية على بحر طناح. .) ومن المعروف أن قرية برنبال الجديدة تقع على البحر الصغير تجاه كفر علام بمديرية الدقهلية. .
ومما يذكر بهذه المناسبة أن علي باشا مبارك فر من قريته وهو صغير فأصيب بالكوليرا وسقط في الطريق، وكانت فاشية في مصر يومذاك، فحمله أحد الفلاحين إلى منزله وتولى علاجه والعناية به، وقد كتب الله له السلامة من ذلك الوباء اللعين. . .
وهناك مسألة يجب أن يتدبرها الذين يكتبون عن علي مبارك باشا، ويدرسون آثاره ويحكمون عليها، وهي أنه رحمه الله كان يصنع في مؤلفاته صنيع السيوطي من قبل، فكان يعتمد إلى حد بعيد على تلاميذه ومريديه وأصدقائه في وزارة المعارف، ويقولون إن للمغفور له عبد الله فكري باشا جهداً في (الخطط التوفيقية)، وقد استطاع علي مبارك باشا بهذه الطريقة أن يؤلف كثيراً حتى في الموضوعات التي لم تكن لها صلة بثقافته، وإن الكشف عن هذه الحقيقة ليجعلنا نتدبر كثيراً في الحكم على مؤلفات ذلك الرجل العظيم وما خلف من آراء وآثار.
هذه كلمة عابرة في الرد على إشارة عابرة ولعل الوقت يسمح لي بالكتابة عن ذلك الرجل فقد جمعت عنه من المعلومات الشيء الكثير. . .
إمارة الشعر:
لمناسبة ذكرى المغفور له شوقي بك عاد إخواننا الصحفيون يتحدثون عن إمارة الشعر، وفتحت مجلة (الهلال) في عددها الأخير باب الاستفتاء لقرائها فيمن هو أجدر بلقب الأمارة الآن؟
وكأني بإخواننا هؤلاء يحسبون أن إمارة الشعر يمكن أن تفتعل افتعالاً وتقترح اقتراحاً وأنه لابد للشعراء من أمير كما للصحفيين نقيب وللمحامين عميد وللعمال (كومانده) وللتجار (سرتجار). . .
وكأني بإخواننا هؤلاء يحسبون أن شوقي صار أميراً للشعراء لأن فريقاً من أدباء العربية احتفلوا به لهذا الغرض، ولأن حافظاً بايعه بالأمارة في ذلك الحفل، ولأن الصحف أخذت