أن يصور لك الاحتشام والجمال بكل معانيها. ولاحظ اختفاء الذراع اليسرى واليمنى. إلا اليد فهي مبسوطة اسفل الثدي. ولم يخرج بروز الثديين عن حدود أصول الجمال والذوق والتناسب مع الشكل العام. تجلس الأميرة شاخصة إلى المثال وقد تحلى عنقها وأعلى صدرها وحول الرأس بجواهر سبق المصريون فيها كل من عاصرهم أو جاء بعدهم. وعناية الأميرة بشعرها كما يتضح من مظهره، كانت بلا شك فائقة. فتراه قد استرسل على الآذنين وغطى جزءاً من الجبين، أحاطته من أعلى الرأس بطوق بديع الصنع ساعد على حفظ تصفيف الشعر كما زاد في تجميل الرأس دون ازدحام. والوجه جميعه دقيق الإخراج، جميل الوضع، رائع التناسب. أما جلستها مع ضم الساقين بعضهما إلى بعض فهي وإن كانت من القيود التي أبعدت الحياة عن مجوع التمثال، إلا أنها تدل إلى حد كبير على نبل الجالسة وسمو شخصيتها.
وجلس الأمير راحوتب في وضع متشابه مع الأميرة، ترى لأول وهلة أنه خالفها لوناً ومظهراً. فهو لم يغط من جسمه إلا الجزء الأوسط فضلا عن لونه الأسمر على نقيض الأميرة. ارتفعت الذراع اليمنى عن الصدر قليلا واليد مقبوضة الأصابع. كما تمتد الذراع اليسرى حتى تتمكن اليد من لاستناد على الركبة وهي مقبوضة الأصابع بشكل يتناسب وتوفر الإرادة في صاحبتها. والتمثال في مجموعه يعطيك فكرة واضحة لحسن انتباه الفنان حيث ترى البساطة في الملامح والمجموع الكلي.
وإذا انتقلنا إلى الأسرة الثانية عشر فجأة، فذلك لإمكان إدراك الفوارق بوضوح، فالتمثال (ش٤) يمثل أحد رجال الدولة جالساً بلباس ربما كان مخصصاً لأمثاله في ذلك الحين، وبالنظر إليه إجمالا تجد الجسم مغطى من أعلى القدمين إلى اسفل الثديين، كما نرى الرجل قد ترك الشعر مسدلا على الكتفين وقد اكتسب الوجه، علاوة على دقة تفاصيله شيئاً من الحياة، لاحظ تلك الابتسامة الضئيلة التي ارتسمت على محياه ثم تأمل في الإنشاء المجموعي ولاحظ مع هذا أن التمثال مصنوع من الجرانيت. أما طريقة وضع متجاورين، واليدين أعلى الفخذين: فهذه هي نفسها الحالة التي شاهدناها بالتماثيل السابقة مع الفارق الزمني الفسيح.
ولعل تمثال أمينحوتب (ش٥) أشبه بتمثال الكاتب (ش١) من حيث الجلسة، أما اهتمام