للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما تاريخ النحت الكامل والنصف بارز فهو وصف شامل لمراحلهما منذ عصر المملكة القديمة، خصوصا في عهد الأسرتين الرابعة والخامسة إلى آخر أيام النهضة المصرية، ولما كان المجال لا يسمح بدرس هذا التاريخ تفصيلا، فإننا هنا نعالج تطور هذين الفنين المرتبطين معالجة اقرب إلى الإجمال منها إلى التفصيل، متخذين من بعض التماثيل نماذج كافية بعض الشيء للتطور والتقدم.

كانت عناية المثال والنحات في عهد الأسرتين الرابعة والخامسة (٢٧٢٠ - ٢٥٦٠، ٢٥٦٠ - ٢٤٢٠ ق. م.) منصرفة إلى الاهتمام بإخراج ملامح الوجه دقيقة التفاصيل صادقة التناسب، أما بقية الجسم فكانت في المرتبة الثانية من حيث الدقة وصدق المحاكاة، بل إن هذه البقية كانت أحيانا كانت رمزية اكثر منها حقيقية.

وأهم تماثيل هذه المرحلة - التي تعد من أهم مراحل النحت المصري مما يناسب المقام هنا، تمثال الكاتب المحفوظ بمتحف اللوفر وبمحتف القاهرة أيضاً.

والمشاهد للثاني منهما، يراه جالسا على الأرض جلسة أقرب إلى تلك التي يجلسها الشيوخ القارئون (ش١)، واضعا قرطاسا على فخذيه، ممسكا بالقلم بيمينه (المفروض هو أن يكون التمثال هكذا) شاخص العينين، تدل ملامح وجهه على سحنة مصرية

وتمثال شيخ البلد تجده واقفا في شيء من اليقظة وضخامة الجسم التي يجب أن تتوفر في من يقوم بالشياخة. كما ترى بالجزء الظاهر من هذا التمثال الخشبي (ش٢) تناسب أعضاء الوجه وحسن إخراجها إلى حد بعيد، أما ملامح الخلقة فتعطيك فكرة صادقة لمهمة هذا الرجل، فهو بها اقرب إلى الآمر منه إلى المأمور. وتمثاله الكامل (بمتحف القاهرة) واقف وبيسراه عصا طويلة وصل ارتفاعها إلى الكتف، متناسبة من حيث غلظتها مع طولها والطول الكلي للتمثال.

والصورة الثالث تبين تمثالين، الأيمن منها للأميرة نوفرت، والايسر للأمير راحوتب (بالمتحف المصري) من أمراء الأسرة الرابعة. جلسا جلسة متناظرة تكاد تكون متشابه على مقعدين متساويين في الارتفاع، وترى على كلا المسندين على يمين ويسار الرأس كل من الأمير والأميرة كتابة هيروغليفية دلت على شخصيتهما.

انظر إلى الأميرة. وتأمل إلى أي حد بلغت قدرة الفنان المصري في ذلك الحين، فاستطاع

<<  <  ج:
ص:  >  >>