والمصطلحات والألفاظ الجديدة. وقد أثار المجمع ونظامه في هذه الدور كثيرا من الجدل، ووجهت إليه إلى جهوده حملات كثيرة، واضطر المجمع نفسه إلى أن يخوض معركة الجدل للذود عن كيانه وعن جهوده؛ والواقع أن المجمع قد بدأ في هذه الدورة لأول مرة يدرك خطورة مهمته، ويشعر بسهام النقد التي توجه إليه، ومعاول الهدم التي تشهر عليه؛ بيد أن من الإنصاف أن نقول إن المجمع قد أبدى في هذه الدورة نشاطاً يحمد، وإنه إذا كان في تكوينه الحاضر بعض الشذوذ والاضطراب، فليس الذنب في ذلك عليه، وإنما على الذين تأثروا في تأليفه على هذا النحو باعتبارات لا علاقة لها بمهمته الأصلية ورجاؤنا أن يوفق ولاة الأمر إلى إصلاح المجمع وتنظيمه بصورة جديدة تبدو فيها مصريته قوية واضحة، وتمثل فيه الكفايات المصرية التي أهملتها البواعث والأهواء الشخصية، وتحدد مهماته اللغوية والعلمية والأدبية تحديدا واضحا بحيث يغدو بهذا الإصلاح من القوة والهيبة الأدبية في مصاف المجامع اللغوية العريقة.
إحياء ذكرى حافظ إبراهيم
كان يوما السبت والأحد ٦و٧ مارس الحالي موعداً للاحتفال بإحياء ذكرى حافظ إبراهيم، ففي مساء يوم السبت قصد إلى دار الأوبرا جمهور يبلغ الألفين، وحضر الحفلة صاحب العزة محمد حسين بك مندوب جلالة الملك ومجلس الوصاية، كما حضرها بعض الكبراء.
وافتتح الحفلة بالقرآن الكريم، ثم ألقى صاحب المعالي على زكي العرابي باشا وزير المعارف كلمة الافتتاح، وتلاه الخطباء والشعراء طبقاً للبرنامج الذي نشرناه في العدد الماضي، وكذلك كان في اليوم الثاني.
وقد كانت الحفلتان مظهراً رائعاً للوفاء لحافظ، غير أننا نلاحظ أن كثيراً مما قيل فيها لم يكن معداً لهذه المناسبة، بل كان عهده قبل ذلك، كذلك التضييق في الوقت على الخطباء والشعراء كاد يؤدي إلى الإخلال بالغرض منه، فان عدم إتمام الخطب والقصائد انصياعا لقانون الإذاعة لم يساعد على إيضاح النواحي المختلفة للشاعر المحتفل بإحياء ذكراه - التي يتناولها الخطباء الشعراء، وقد كان أحرى بلجنة الاحتفال أن تختزل الخطباء والشعراء، وأن تقدر لكل خطيب وكل شاعر من الوقت ما يتسع لإلقاء كلمته
ولعل لنا عودة إلى الكتابة عن الحفلة وما قيل فيها وتناوله بما يعن لنا من النقد