للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

موضوعاً مصرياً يظهر فيه خط الاتجاه الذي لا بد منه في كل عمل قصصي قيم، ويبدو هذا الخط في العناية بالناحية المصرية القومية في عرض بعض المواقف، وقال إنه يعتبر هذا الاتجاه ريحانة يضعها على مفرق الأستاذ العريان.

ورد الأستاذ الحجاوي على مآخذ وجهه إلى القصة الدكتور طه حسين والأستاذ نجيب محفوظ عند ظهورها، إذ أخذ العميد عليها (الإنات) التي تكثر فيها، ويعني بالإنات تكرار لفظ (إن) في أسلوبها. الحجاوي إن هذه الإنات واقعة في موقعها فهي كما يعادل الورد بأنه أحمر الخدين ولكن ما قوله في (الماسات) التي أفرد بها الأستاذ العريان في الكلمة التي عقب بها، إذ كان يكثر منها مثل (تصوير ما) و (نظر ما). . . الخ؟

وكان الأستاذ نجيب محفوظ أخذ على القصة أنها مزدحمة الحوادث وطويلة السنين وأنه يمكن أن تستغل بعض مواقفها وفتراتها في عمل تكون عناصر الفن فيه أكمل. رد الحجاوي على ذلك بأن الفترة التي تقع فيها حوادث الرواية تكاد تكون مجهولة التاريخ فكان عمل المؤلف مجلياً لها. ولكني أرى هذا دفاع تاريخي لا فني، أي أن المقصود به مصلحة التاريخ ومعناه أن القصة ضرورة تاريخية مؤقتة حتى يهتم المؤرخون بهذا العصر ويوله ما يستحق من عناية.

ولم أفهم ما يعنيه الأستاذ الحجاوي بما قاله من أن القصة ليست قصة أدبية ولا قصة تاريخية وإنما هي ملحمة! هل خرجت الملحمة عن أنها قصة أدبية أو تاريخية؟ لعله يعني أن أسلوب شعري أو حماس. لست أدري بالضبط.

ومما وجهه الحجاوي من نقد إلى القصة، أن بعض حوادث متعارض مع المنطق، وأن المؤلف قسمها فصولاً ومع ذلك فإن هذه الفصول ليس لكل منها وحدة إذ يتعدد الزمن وينقطع الحديث عن الشخص ويبدأ بغيره في الفصل الواحد، وأن حوارها في بعض المواضع مسرحي خطابي مقعقع، وأن المؤلف أنطق بعض شخصيات القصة بعبارات وطنية مصرية وهم من المماليك الأجانب.

والواقع أن الأستاذ الحجاوي نظر في القصة نظرة دارس فاحص لولا تلك الأعراض الأنيمية النقدية، وهي غير خبيثة على أي حال. . وكان السامع يستطيع يغض الطرف عنها أن يدرك مدى تقويمه الحق للكتاب. وقد عقب الأستاذ العريان بكلمة لبقة بين فيها

<<  <  ج:
ص:  >  >>