حفزته على كتابة هذه القصة، وهي كشف الغموض عن فترة مهملة من تاريخ مصر، وقال إن القصة تشتمل على أحداث تاريخية صحيحة وعلى ناحية إنسانية من عمل الخيال الذي لا بد منه في الفن وقد أبدى روحاً طيباً نحو الأستاذ الحجاوي وسلم ببعض المآخذ، ورد على بعضها، إلا أنه عندما عبر من سروره بهذه الفرصة قال إنه يسره أن يرى صورته في مرآة القراء وهو يعرفها في مرآة نفسه، ولعل كلمة (القراء) سبقت على لسانه دون كلمة (النقاد) فإن الصورة التي يعنيها إنما صورها الحجاوي كناقد.
وعنى الأستاذ العريان خاصة بالرد على أن المماليك أجانب، ذاهباً إلى أنهم إن كانوا قد جلبوا من الخارج إلا أنهم نشأوا في مصر أو شعروا بها وطناً لهم ودفع عنهم ما وصفهم المؤرخون به من الفساد في البلاد عند الكلام على مكافحة محمد علي لهم وألاحظ أن الأستاذ غالى في وطنية المماليك ومصريتهم، فهم حقاً دافعوا عن مصر في مواطن كثيرة، ولكني أرى إنهم كانوا يصدرون في ذلك عن (روح الفروسية) لا عن الوطنية. وأين هم من الوطنية وقد كانوا يجعلون أنفسهم في مرتبة غير الشعب وينفرون منه ويأبون مصاهرته بل ما كانوا يسومونه به من خسف وطغيان.
ولم أفهم ما قاله الأستاذ العريان من أنه يتمنى أن يتكرر لمصر أبطال خارجيون كالمماليك ولم لا يتمنى لها أبطال من أبنائها؟
حفلة المسرح الحديث
هناك في ردهة مطلة على شاطئ النيل من فندق سميراميس، اجتمع طائفة من رجال الصحافة والأدب والفن تلبية لدعوة الأستاذ زكي طليمات وأعضاء فرقة المسرح المصري الحديث في حفلة شاي أنيقة أقامتها الفرقة لتكريم الصحفيين الذين أولوها عنايتهم في إبان نشأتها، ولمناسبة استئناف الفرقة موسمها بمسرح حديقة الأزبكية الذي أعدت له برنامجاً يشتمل على أربع روايات جديدة.
وقد خطب في الحفلة الأستاذ زكي طليمات وفكري أباظة باشا ومعالي الدكتور صلاح الدين بك والأستاذ مظهر سعيد. وتناولوا في كلماتهم عدة مسائل من شؤون المسرح، قال الأستاذ زكي طليمات إن المسرح والصحافة يشتركان في هدف واحد هو خدمة المجتمع عن طريق