على أن لهذه الكائنات فعلاً في إظهار المرض وسيره. ولكن الواقع أن معالجة التربة بهذه الطرائق أي المطهرات أو الحرارة غير متيسرة إلا في الصُّوَب (بيوت زجاجية لتربية النبات) ولذلك فهي غير مجدية في الحقول أو الحدائق. أما إضافة الزنك إلى التربة فأنها أكيدة النفع محققة الغرض
على أننا نتساءل الآن: ماذا عسى أن يكون هذا الدور الذي يلعبه الزنك في النبات؟ فالمعروف أن لكل عنصر يدخل النبات دوراً يقوم به في تغذيته وتركيبه، أو في العمليات الفسلجية التي تجري به. ولما كانت نسبة الزنك في النبات ضعيفة جداً خصوصاً إذا قورنت بأي عنصر من العناصر الأخرى، فهي لا تكاد توازي جزءاً واحداً لكل ألفين أو ثلاثة آلاف جزء من الأزوت مثلاً. بيد أن نقص الزنك أنتج مرض حرمانه كما رأينا من الآثار السيئة الشديدة التي تصيب النبات من هذا الحرمان. وذلك رغماً من أن الزنك لا يدخل دائماً في تركيب البروتبلازم أو مركباته، كما هي الحال مع الفسفور أو الكبريت أو الأزوت. والمعتقد أن للزنك دوراً هاماً يقوم به في بعض العمليات الفسلجية بالنبات، وخاصة عمليات التأكسد التي لولاها لتكونت مواد ثانوية ضارة هي التي تؤخر النمو وتكون السبب في ظهور البقع والأوراق الصغيرة المحمرة وغيرها من الأعراض؛ كما أن له أثراً آخر قد لا يقل عن سالفه، وهو أن مركب الزنك يعتبر عاملاً مساعداً يسرع بالعمليات الكيميائية وخاصة ما يتصل منها بالمواد الكربوايدراتية. ودليلنا على ذلك شدة الأعراض في الصيف إذ يكون اليوم طويلاً فتتجمع المواد النشوية كذلك في حالة الأشجار التي تتساقط أوراقها شتاء؛ فهذه الأعراض تبدو قوية الأثر آنئذ بسبب تراكم المواد النشوية فتتحسن حالته في أوائل الربيع، وذلك عندما يأخذ النبات أهبته ويستأنف نشاطه، فيستغل ما تجمع فيه من مواد لنموه. وقد ظهر من المشاهدات والبحوث العديدة التي أجريت في هذا الصدد أن عنصراً غير الزنك لا يستطيع أن ينتج نفس الأثر أو يمنع عوارض المرض، فقد استعملت مركبات الكوميوم والزئبق والفضة والنيكل والكروم والبورق والتيتانوم فكانت النتائج سلبية. وكذلك الحال باستعمال مركبات الصفيح والزركونيوم والتنجستن والموليبدنوم.
من هذه الحقائق مجتمعة، يصح لنا أن نعتقد أن الزنك عنصر أساسي للنبات، سواء منه