وأينما حلوا يتساءلون: لماذا يحقد عليهم الناس هكذا في كل مصر وعصر؟ لماذا اضطهدهم الروس في القرون الماضية؟ لماذا قسا عليهم هتلر فطردهم من ألمانيا وصادر أملاكهم؟ يستغربون هذا لأنهم يظنون انهم بشر وان أخلاقهم وقلوبهم بشر. ولسوء حظهم انهم ليسوا كذلك لان في عقولهم عقيدة انهم شعب الله الخاص وحيوات الأمم الأخرى حلال لهم. أليس التلمود قد خدعهم وضلهم فأضرهم؟
وأخيراً كانوا يضطهدون في أوروبا وكانوا يستغيثون بأهل الرحمة من نصارى أوروبا وأميركا، لأنهم يعلمون أن هؤلاء الأقوام قد تربوا تربية إنسانية بمقتضى تعاليم مسيحهم فيمكنهم أن يستغلوا فيهم هذه الإنسانية المسيحية فجعلوا يستنزفون أموالهم باسم أسعف المنكوبين اليهود في أوروبا فجمع لهم المسيحيون في أميركا ١٧٠ مليون دولار. وسئل مرجنتو العضو في جمعية جمع الإعانات أين تذهب هذه الدولارات؟ فقال ٤٠ بالمائة منها تذهب إلى فلسطين. فغضب رئيس الجمعية وقال أنا مستعف من الرئاسة لأني كنت أظن أن هذه الأموال تذهب إلى المشردين من اليهود في أوروبا لا إلى فلسطين حيث يقيم الصهيونيون دولة على البارود.
ولولا وعد بلفور لعطف عليهم المسلمون أيضاً لان تعاليم دينهم لا تختلف عن تعاليم المسيح الإنسانية من حيث العطف والرفق والرحمة؛ ولطالما عطف المسلمون عليهم في التاريخ الماضي. ألم يعطف المسلمون عليهم بعد كارثة الأندلس فأووهم في كبريات عواصمهم.
ومن أعاجيب فلسفة اليهود انهم يعللون بغض الناس لهم بأنهم أذكياء فيحسدهم الناس على ذكائهم. وكانوا يذيعون هذه الفكرة حتى اليوم إلى أن تلوثت بها عقول بعض الناس من غير جنسهم وصاروا يقولون أن هؤلاء اليهود جمعوا الثروات بذكائهم وانهم يستحقون هذا التفوق وهذا الفوز في عالم المال جزاء للذكاء. وبعضهم يقول لك انهم يستحقون فلسطين لأنهم عمروها إلى غير ذلك من السفسطات السخيفة.
ليس اليهود أذكى من سائر الأمم، بل يمكنك أن تقول انهم دون الوسط في الذكاء. وإنما الفرق بينهم وبين الأمم الأخرى أن ذكاء هذه الأمم مقرون بالأخلاق الإنسانية من محبة وصدق وداد وإخلاص وعطف ورحمة. وأما ذكاء اليهود فمقرون بقلوب صم لا تفهم