يستطيع أن يضع يده على حقه علانية، ويستطيع أن يضع حقه عليه ببذل المال للمحامي القدير، وبذل رشوة للقاضي المريب، ودفع الحارس عن درك الحراسة، وسوق الشهود إلى ساحة القضاء.
لكننا مع هذا كله لا نقول أن السطو علانية كالسطو بالحيلة والمحاولة، ونستطيع أن نقول أن عدم المحاكم ووجودها سواء، فضلا عن ذهابنا مع الغضب قائلين: أن عدمها خير من وجودها في كل حال.
وتلك هي العبرة التي ينبغي أن نذكرها غاضبين، لأننا لن ننساها ونحن راضون.
فلنكن عند غيرتنا القوية على حقوقنا، ولنكن كذلك عند فهمنا الصحيح لما حولنا، وكل ما حولنا يقول لنا إننا في عالم متشابك الأطراف، متعاقد الأعصاب، لا انفراد ولا انعزال.
ولنقل في الجماعات العالمية ما نشاء، إلا أن عدمها ووجودها سواء.