للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال عبد الرحيم بن جعفر السيرافي الفقيه: حضرت بشيراز عند قاضيها أبي سعيد بشر بن حسن الداودي وقد ارتفع إليه صوفي وصوفية (وأمر الصوفية هناك مفرط جداً حتى يقال إن عددهم ألوف) فاستعدت الصوفية على زوجها إلى القاضي. فلما حضر قالت له: أيها القاضي إن هذا زوجي ويريد أن يطلقني وليس له ذلك، فإن رأيت أن تمنعه. فأخذ القاضي يتعجب، وحنق على مذاهب الصوفية ثم قال لها: وكيف ليس له ذلك؟ قالت: لأنه تزوج بي ومعناه قائم بي، والآن هو يذكر أن معناه قد انقضى مني، وأنا معناي قائم فيه ما انقضى فيجب عليه أن يصبر حتى ينقضي معناي منه كما انقضى معناه مني.

فقال لي القاضي: كيف ترى هذا الفقه؟! ثم أصلح بينهما وخرجا من غير طلاق.

٦٤ - أما بشرع محمد من أين لك؟

قال هبة الله بن الفضل في يحيى بن المظفر بابن المرخم:

يا ابن المرخم، صرت فينا قاضياً ... خزف الزمان تراه أم جن الفلك؟

إن كنت تحكم بالنجوم فربما ... أما بشرع محمد من أين لك؟!

٦٥ - أفلا يزول هذا التوهم؟

في (إرشاد الأديب) لياقوت الحموي:

سأل بعض الأكابر من بني طاهر أبا العباس ثعلباً أن يكتب له مصحفاً على مذهب أهل التحقيق فكتب: (والضحي) بالياء. ومذهب الكوفيين أنه إذا كانت كلمة من هذا النحو، أو لها ضمة أو كسرة كتبت بالياء - وإن كانت من ذوات الواو. والبصريون يكتبون بالألف. فنظر المبرد في ذلك المصحف فقال: ينبغي أن يكتب (والضحى) بالألف لأنه من ذوات الواو. فجمع أبن طاهر بينهما. فقال المبرد لثعلب: لم كتبت والضحى بالياء؟

قال: لضمة أوله.

قال: ولم إذا ضم أوله - وهو من ذوات الواو - تكتبه بالياء؟

قال: لأن الضمة تشبه الواو، وما أوله واو يكون آخره ياء، فتوهموا أنه أوله واو.

فقال المبرد: أفلا يزول هذا التوهم إلى يوم القيامة؟!

٦٦ - سرة الدنيا، العروة الوثقى

<<  <  ج:
ص:  >  >>