وقد أعجب الناس من هذه المقالات بروح التهكم اللاذع الذي يسيطر عليها، وبالفكاهات الرقيقة الحلوة يرسلها دكنز خلال عباراته من غير تصنع ولا كلفة، ثم بقوة ملاحظته التي تجلو له الحقائق فيبسطها أمام القارئ بسطاً رفيقاً دقيقاً
وكانت هذه خصائص دكنز وسماته الفنية في سائر ما كتب، يضاف إليها خبرته الدقيقة الواسعة بحياة الطبقتين الوسطى والفقيرة من أبناء وطنه، وتسجيله البارع لآلامهم وآمالهم، وكفاحه الدائم في سبيل النهوض بهم ورفع أعباء الحياة ومظالم المجتمع عن كواهلهم، مما صير لأدبه قيمة اجتماعية وأخلاقية كبرى، قد تساوي قيمته الفنية لدى الكثيرين إن لم تفقها.