صاحب الصناعتين، فوجدته ذكر البيت، ووصله ببيت ثان هو:
أجدر بجمرة لوعة إطفاؤها ... بالدمع أن تزداد طول وفود
وقال أبو هلال: هذا خلاف ما يعرفه الناس لأنهم قد أجمعوا على أن البكاء يطفئ الغليل الخ، والمتذوق للأدب يفهم أن كلام صاحب الصناعتين إنما هو عن البيت الثاني (أجدر الخ) ولكن أستاذنا الجليل صرف كلامه إلى البيت الأول (ظعنوا الخ) فذكره وحده وحذف موضع الشاهد. وبدل كلام صاحب الصناعتين فنسب إليه القول بأن في البيت تعقيداً معنوياً، وأبو هلال لا يعني أكثر من أنه معنى جديد مبتدع.
وذكر أستاذنا الجليل أن بيت الخطيئة (أولئك قوم إن بنوا أحسنوا إلينا الخ) قد نسبه السبكي لأبن الرومي، فلفت نظره إلى أن السبكي ينسبه للمتنبي لا لأبن الرومي فرد على بأنه نقل ذلك عن السبكي لوجود ابن الرومي فيه بجوار المتنبي!!!
وقال أستاذنا أنه كان يريد أن يؤاخذني في تكرار التعليق على بيت أبو نواس (وصيرني هواك الخ) وإن كان قلمه قد سبق إلى بيت آخر بجواره!!!
أليس في ذك وغيره مما لم أذكره يا سيدي القارئ ما يصلح أن يكون دعامة مذهب جديد في إصلاح البلاغة، ويجب أن ننسبه إلى أستاذنا الجليل، ولا يصح أن يؤلف فيها أحد بعده لأنه صاحب مذهب جديد فيها.