لكتاب في البلاغة)، ظن أنه بهذا الكتاب يهدم زميلاً له، فكان حجة عليه لا له.
٨ - وإني أعيذ القارئ من أن أطيل عليه، وأكتفي ببعض ملاحظات صغيرة أنشرها توضيحاً لمذهب أستاذنا الجليل في إصلاح البلاغة:
ا - ذكر أستاذنا الجليل الجاحظ في شرحه، فعرفه بأنه عمود بن بحر الأصفهاني!! ونسب فيه بيت حافظ المشهور:(الأم مدرسة إذا أعددتها) لشوقي؛ ورأى أن جميع الآراء والمذاهب البلاغية مماحكات لفظية ساقطة؛ وأن الخلاف بين عبد القاهر والسكاكي في التقديم والتأخير مثلا جدل ممل، إذ ليس بينهما نزاع حقيقي في التقديم وإفادته التخصيص أو التقوى؛ وعبد القاهر عند أستاذنا الجليل اضطرب كلامه في البلاغة، وكذلك أبو هلال. فإذا ما ذكرت الآراء والمذاهب البلاغية ووازت بينهما في شرحي كان ذلك عملاً يستحق النقد من أستاذنا الجليل؛ وكذلك إذا كتبت بعض بحوث جديدة عن نشأة البلاغة وعلمائها ومصادرها كان ذلك خطأ كبيراً مني لأنه يهدم مذهب أستاذنا الجليل في إصلاح البلاغة، وإذا ما حققت الكلام على متعلقات الفعل آلامها كسورة أم مفتوحة كان ذلك عملاً لا داعي إليه في عصر الذرة، وإذا ورد ذكر الكناية مثلا في علم المعاني فشرحت معناها في شرحي كان ذلك ذكراً للشيء في غير موضعه، والبيت:
ومهمه مغبرة أرجاؤه ... كأن لون أرضه سماؤه
صدره زيادة زدتها أنا على الإيضاح كما يرى أستاذنا الجليل والطريف أن البيت موجود كما هو أيضاً في شرحه هو على للإيضاح
ب - ومن مذهب أستاذنا الجليل في إصلاح البلاغة أن ينشر إيضاح القزويني ويكتب على الكتاب ما نصه:(تأليف عبد المتعال الصعيدي المدرس في كلية اللغة العربية) وأن يفصل بين كلام صاحب الإيضاح بعناوين وتطبيقات دون أن ينبه على أن ذلك مزيد على الكتاب.
ح - ويذكر أستاذنا الجليل في شرحه هذا البيت
ظعنوا فكان بكاي حولا كاملا ... ثم ارعوبت وذاك حكم لبيد
وقال إن فيه تعقيداً معنوياً، فلفت نظره إلى أنه ليس فيه شيء من التعقيد، فخطأني وقال أنه ليس هو الذي يقول بذلك وحده، ولكن صاحب الصناعتين صرح بذلك، فرجعت إلى كلام