كنا قبل أن تنشأ (الجامعة العربية) أهواء متشعبة وآراء متضاربة وقوى متفرقة؛ فكنا نجد ذرنا في هذا الانقسام، ونعزو فشلنا إلى هذه الفرقة، ونهدد خصمنا بأن في جمعتنا الخلاص منه، وفي وحدتنا القضاء عليه؛ فلما أذن الله لأوطاننا أن تتصل، ولدولنا أن تتحد، ابتلانا بمحنة فلسطين ليعلم العدو المتربص ما وراء العربي إذا تجمع شمله، وما غناء الإسلام تجدد حبله
فالجامعة العربية اليوم في ميزان الأقدار وامتحان الشدائد؛ فإذا رجحت كفتها على اليهودية رجحت في كل أمة، وإذا ثبت معدنها على المحك في هذه الأزمة ثبت في كل أزمة.
إن مستقبلنا رهن بهذه المعركة؛ فإذا كسبناها كسبنا جل ما نبغي، وإذا خسرناها خسرنا كل ما نملك. ذلك لأن اليهود لا يستطيعون أن يقيموا لهم دولة في فلسطين إلا على عمد من الجهة الغربية أو الجبهة الشرقية. وأيا ما تكن هذه العمد فإنها التدمير والتكفير والفوضى إذا كانت شيوعية، وإنها الاستعمار والاستئثار والبلوى إذا كانت رأسمالية.