للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وتبارك صاحبه في وقت الظهر من شهر بؤونة.

فن التصوير القصصي

وتمثل الحفريات الأخرى كثيراً من الفنون اليونانية. ونجد فيها أول مراحل فن التصوير القصصي. ففي أحد المنازل، ويظهر أن صاحبه كان من رجال العلم، صور الفنان قصتي أوديب الملك والكترا. ففي الأول يبين الرسم ذلك الحيوان الضخم وهو يسأل أوديب عن الشيء الذي يسير على أربع في الصباح، وعلى أثنين في الظهر وعلى ثلاث في المساء.

ويجيبه أوديب بأنه الإنسان عندما يحبو طفلاً، وعندما يمشي رجلاً، وعندما يتوكأ على عصاه شيخاً. ولأهمية هذه الصورة نقلت إلى متحف الآثار واستبدلت في مكانها نسخة حديثة الصنع.

وعلى حائط آخر مثل الفنان أخلاق الرجل والمرأة فرسم، الأول على شكل ديك هادئ وديع، وصور المرأة على شكل هرة ثائرة متحفزة للشر.

ومدينة الحج بعيدة عن موارد الماء. ولهذا احتاج إمدادها به إلى بناء ساقية تدل على رقي فن الهندسة. يبلغ عمقها ٣٤ متراً حتى يصل عمقها إلى مستوى ماء بحر يوسف. وهي مبنية على درجتين: عمق الأولى ٢٠ متراً، وعمق الثانية ١٤ متراً يرفع منها الماء بالطرق المعروفة عندنا ليخزن على سطح الأرض فيأخذ منه السكان حاجتهم ويستقي منها الطير. ثم يتسرب ما يفيض ليروي أشجار الدوم التي كانت مزروعة حولها.

والمنطقة عامرة بكثير من الآثار التي تربط بين مختلف العصور المصرية، ففيها معبد وجدت في بعض أنحائه أدوات يظن بعض المشتغلين بالآثار أنها من العهد المسيحي ويرى أنها من أدوات عماد الأطفال في الكنائس.

والمنتظر عندما يتم كشف هذه المنطقة ويدرس علماء الآثار محتوياتها أن تكشف لنا عن كثير من غوامض التاريخ فقد كانت المنطقة كما قلنا على جانب كبير من الأهمية الجغرافية، وكانت في أكثر أحوالها مقصد الناس، ونعتقد أن فائدتها لا تكمل إلا بإتمام كشف المنطقة الأخرى المعروفة الآن بالإدارة فقد وجدت هناك مباني ضخمة تدل على عظمة وفن وروعة؟

فوزي الشتوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>