يجعله قبيلة من اليمن والنسبة إليها بجلي بفتحتين، مثل حنفي في النسبة إلى بني حنفية، وبجلة مثل تمرة قبيلة، والنسبة إليها على لفظها انتهى. ومنها حول نبأ الدليل السلفيتي، إلى قرية (كور) فقدر بها مبيتي، لدى الأخ الحاج حسن بن مقلد وسرنا إلى الخربة الطيبة الماء والتربة، وفيها ورد علينا الأخ الشيخ نور الدين (الهواري) ضحوة النهار، وفي صباح يوم الخميس، أول ذي الحجةالأنيس، سرينا حتى أتينا (صنبر)، عازمين أنا بعد الغدا نسير، والقصد التوجه إلى جنة (الذاوية)، لدعوة رضوانها المنتمي لهلال مرابعها المداوية، فبتنا لديه، وأدخلنا صهره السيد محمد الطياري على ابنته الصغيرة. وبايع بعد العشاء جماعة تفوق على العشرين، وتقدمنا إلى (دير غسان)، وبتنا فيها بليلة حسان، ودعانا الشيخ إبراهيم الرابي للغداء، فتوجهنا لزيارة (الخواص) سيد أبراهيم وافر الندى، فقلت:
أيها الواردون للخواص ... إن هذا المقام نزل الخواص
وتوجهنا صبحا إلى قرية (عابود) لدعوة أهلها ففتحنا باب الوفود، ورقينا تلك المنازل ذات الصعود، وبتنا فيها وحبل السرور ممدود، ومنها سرينا نجد في السير إلى (بيتلو) للاصطباح ولم نبت إلا لدى (نبي الله شمويل) ولما أرسينا بشطه وأمسينا فيه، وفد علينا من المقادسة من نصطفيه، فكانت الوراد من المنزل المقدس نتوف على العشرين، وفي ضحوة نهار الثلاثاء سادس الحجة عمدنا الديار المقدسة صحبة الأحباب، وتلقانا أناس أطهار أخيار، وإخوان صفا أولى ادكار وأذكار، ودخلنا مصاحبين الفاقة والذلةوالانكسار، رجاء الانجبار نتلو البردة الشريفة على عادة أهل الديار، إلى أن وصلنا السلسلة المرفوعة الأطوار، وزرنا بعد ختم الذكر المغارة والصخرة الشهيرة الأنوار، واجتمعت بالأهل والبنية صانها الستار، وحصل بالاجتماع كمال السرور للحضار).
وقد استغرقت هذه الرحلة من دمشق إلى القدس عن طريق البقاع ولبنان تسعة عشر يوما. وأخذ الشيخ بعد ذلك يدور في فلسطين، يزور مشاهدها ويدون لنا في رحلته ما شاهده من الآثار، ومن اجتمع به من السادة الأخيار.
ويقول الشيخ: (ودخل العيد ونحن في صفاء ما به أكدار، ووردت علينا بعد أيام مكاتبات من أحباب أخيار فخام، وأرسلنا الجواب البار، إذ شاقنا التذكار لأهل حلب والشام، وبقية خطاب كرام، وحصل بعد الحضور فتور قريحة فلا نثر ولا أشعار، وكان الأخ السلفيتي