توجه إلى مربعه، وبعد أيام من الإقامة وجمع جامعه لكل مرة مداحة، حصل رمل عين، أورث نكد عين، ثم اتبعها أختها وحصل الشفا. وحين هل هلال محرم الحرام، سنة (١١٤٠هـ) استقمنا على نظام واحد في الخيام، هاجرين منهج النظام قهرا ولما آن أن يدنو منه التمام، بشرت بحمل وقيل أنه غلام، قلت ما جاء هدية من السلام، فهو لدينا مقبول ولا ملام، وعسى أن تكون بنية ذات حال سما، لا سميها باسم والدتي الشريفة علما. وفي صغر الخير اتضحت البشارة، وزال في شهر المولد لبس الستارة، وكان الأخ السيد محمد (السلفيتي) وعد بالعود، لأجل أن يرافقنا في الزيارة العليلية فعزمنا على المسير إليها، ورافقنا الأخ الشيخ رضوان نجل رضوان الزاوي، والأخ الشيخ نور الدين الهواري، وغيرهم من الإخوان ما لهم مساوي. وذلك نهار السبت السادس من شهر ربيع الأول شهر المولد).
الزيارة العليلية:
(حين واجهنا سيدنا (شمويل) قرأنا لجنابه فاتحة الكتاب، وبعد هنيهة في المسير، أنشد رضوان الزاوي:
شوش الجمال قلبي ... حين نادى بالرحيل
قلت للجمال خذني ... قال لي حمل ثقيل
(وما زلنا على نجد نحب الأرض حبا والوقت أدلى اردان بسطة علينا وذوقنا قضباً وحباً وفاكهة، ونزلنا للاستراحة وقت الضحى، ولم نعقل الدار طي تلك المسافة إلا في (عابود) ونزلنا غب استقبالهم المضافة. وفي يوم الاثنين غلساً سرنا وللاستراحة في (نزلة) نزلنا، وانعطفنا على زيارة سيدنا يهودا وهو أحد أولاد سيدي يعقوب. فقلت:
يا خليلي متلف الوجد عودا ... وانشقاني نداً عهدت وعودا
وبتنا بقربته المأنوسة، في دعوة الصديق الشيخ إبراهيم الخليلي القاسمي، وفي الصباح أتينا (يا زور) وزرنا مقام سيدنا حيدرة المنسوب لسيدناعلي بن أبي طالب، ودخلنا (ساقية). وفي الضحى سرنا إلى (يافا)، وقد تلقانا أحبة، لهم صدق خلوص وفي (الجامع الجديد) حلينا به، إذ الرفاق جمعهم جمع، ودعانا الأخ السيد صالح محرم الدار، وبتنا عند أخينا العواد، نافين الأكذار، وتوجهنا للحرم العليلي، وحضره قبلنا الأخ الحاج حسن مقلد، وجاءنا