للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ما سؤالي؟ وفؤادُ القفر مسلوبُ الضمير.

ليس يصغي لسؤلٍ أو جواب.

في طريقي كم تراءت لي جنانٌ وادعات.

مثقَلاتُ الدَّوح بالأثمار شتى ناضجات.

يرفُل الظلُّ بها في مسرحٍ جَمِّ الشيات.

ويميس النهرُ في أعطافها رحبَ الجهات.

بين أفوافٍ وألفافٍ وغاب.

كم رأت عيني وكم قد حَنَّ للروضات قلبي.

فتركتُ الدربَ مهجوراً وخلتُ الروضَ دربي.

وهفتْ للعشب أقدامي وقال الجهدُ: حَسْبي.

ورفعتُ الكفَّ لله أقضْي حقَّ ربي.

من ثناء وصلاة ومتاب.

وإذا بالروض قد حفَّتْ به جندٌ عُتاه.

لم يبالوا حرمة الحمد ولا قدسَ الصلاه.

صاح منهم صائحٌ: ردُوّا عن الروض الجناه.

أَغريبٌ مِلكُنا المحبوبُ من بعض مُناه؟!

أشهروا البيض وهزوا للحراب!

فهوتْ من حضرةِ الَّربّ إلى الأرض يدايْ.

وتلاشَى حَمْدِيَ المبتورُ وانجابتْ رؤُاي.

قلتُ: هذي الحربُ يا قوم أُعدَّتْ لسواي.

أنا منكم. طال في البيد ثوائي وسُراي.

كيف تلقون أخاكم كالذئاب!

قد صحبت الليلَ والليلُ على البيد رهيب.

ونهاراً للحصى من قيظه العاتي وجيب.

منحتني البيد بَلواها وأخفَتْ ما يطيب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>