أكتفي الآن بهذه الكلمة لأقف عند الرواية التي اختارتها الفرقة لحفلة الموسم، الموسم الذي قال فيه مدير الفرقة قبل أزوفه (إننا ننظر للمستقبل أكثر ما ننظر إلى الحاضر)
الرواية واسمها (كرنفال الحب) تأليف شارل ميريه وتعريب الأستاذ محمد خالد (كذا) تدور حول فتاة ربتها في الدير أمها الممثلة رامية من وراء ذلك إلى جعلها صالحة للزوجية فالأمومة كيلا تذوق طعم الحياة التي ذاقتها هي. فلما شبت الفتاة وزايلت الدير تعرفت في بيت أمها بشاب علقت به وذهبت معه إلى أقصى حدود اندفاعات الشباب
يتقدم كهل غني في طلب يد الفتاة من أمها، فتفرح لهذه السعادة، فتستدعي ابنتها لتزف إليها بشرى الحظ السعيد فتجيبها الفتاة بأنها تحب شاباً وهو يحبها وأنه سيتزوج بها، ولكنها عندما تفاتح الحبيب بالزواج يداور ويتهرب من المسؤولية فتثور ثائرتها ثم تطرده من بيتها وقتما تصادم عن سماع اعترافها له بأنها ستصبح أمَّا وأن ابنه ينبض في أحشائها، وتعود إلى أمها تعلن لها رغبتها في الزواج من الكهل الغني مشترطة أن يتم الزواج في أسبوعين
ترقد الزوجة على جرح الحب، وتوهم الزوج أن ولدها من صلبه. وفي حفلة رقص تنكرية يظهر الحبيب فجاءة لحبيبته وهو متذرع بذرائع إذكاء العاطفة النسائية وغيرتها الدائمة الاضطرام، فتلهب فيها شعلة الحب القديم وتتخاذل فيها فروض الزوجية أمام دواعي الحب
تثور الظنون في صدر الزوج وهو كهل، وعاقل، وحكيم، وإذ يتأكد أن زوجته ما برحت تكتم الحب الأول وتحن إلى حبيب الشباب، وهي تفتديه بكل ما تملك، يعمل على استصلاح سيرة حبيبها الأفاق فينجيه من ورطة مالية كادت تؤدي به إلى السجن، ويجمع بينهما في بيت واحد، ثم يعلن إخلاء السبيل لهما يتمتعان بثمرة الحياة لأنهما شابان متحابان.
هذه خلاصة لموضوع الرواية الذي أتجنب التعليق عليه لأنه يمثل ناحية من صور الحياة الباريسية طاب للفرقة عرضها في مستهل موسمها. فاختيار الرواية منوط بمدير الفرقة، والمدير يقول إن للفرقة رسالة وإنه عامل على تحقيق الرسالة. فهل رأى ووجد في هذه الرواية (الكرنفال) جميع المزايا التي تحقق رسالة الفرقة وتوائم المزاج المصري؟ وهل هو الذي فرض ترجمتها تحقيقاً للخطة التي اختطها وأعلنها في أحد أحاديثه في جريدة