الشاه صفي حفيد الشاه عباس الأول توسعة ساحة الصحن الضيقة فأمر بهدم بعض جوانبه وشيدت هذه العمارة الضخمة الباقية إلى اليوم وفي هذه العمارة كانت القبة الكريمة والإيوان والمئذنتان مبنية بالحجر القاشاني إلى عهد ملك إيران نادر شاه
أما هذا فقد نذر إذا فتح الهند أن يذهب قبر الأمام (ع). وكذلك لقد أمر عام ١١٥٥هـ بقلع الحجر القاشاني عن القبة المقدسة والمئذنتين والإيوان وتذهيبها، وبذل أموالا عظيمة فقام بالتذهيب أكثر من مائتي صائغ ونحاس قد جمعهم من سائر أقطار الأرض وفيهم الصبي والهندي والتركي والفارسي والعربي وقد طليت كل آجرة بمثقالين من الذهب الخالص على ما ذكر بعض الصاغة الذين تولوا إصلاح القبة أخيراً
وقد وضع في خزانة القبر الشريف تحفا جسيمة مما استلبه من ذخائر ملوك الهند، هذا فضلا عما أهدى إليها غيره من الملوك والأمراء المسلمين، ففيها من المجوهرات والنفائس مالا يثمن، وإن الأحجار الكريمة لا تعد ولا تحصى. أما القناديل الذهبية المرصعة والسجاد الفاخر الموشى بالذهب والستائر المنتظمة فيها الجواهر، الأمور التي تعز على - الملوك فهي أعلاق ونفائس تبهر العقول ولا يصدق اجتماعها في أعظم الكنوز
وإن بداعة الفن في البناية تبهر الأنظار وتخلب الأفكار بزخرفها وطلائها. وقد قال رحالة مصري:(وقبة القبر ومئذنتاه تكسى بالذهب الخالص في بريق خاطف. جزت الباب إلى الفناء السماوي المربع تطل عليه الحجرات المتجاورة ثم دخلت باب الضريح، وأنى لقلمي الكليل أن يصف إبداعه من نقوش وتطعيم بالذهب والفضة وزخرف بالبلور والزجاج والقيشاني ما فاق فيه جميع المساجد الأخرى) وإن هذه الحجرات كانت مساكن لطلبة العلم قبل أن تشاد المدارس العديدة
وعسانا نعود لدراسة النواحي الأخرى المهمة من جامع النجف الأشرف وحياته العلمية والأدبية