(الروضات) توطن الشيخ الرضي بأرض النجف الأشرف وصنف شرحه المشهور على الكافية في تلك البقعة المباركة، وذكر في خطبته أن كل ما وجد فيه من شيء لطيف وتحقيق شريف فهو من بركات تلك الحضرة المقدسة، توفى عام ٦٨٦ انتهى. وقد نقل لي بعض الفضلاء أن الرضي ألف شرحه في مكتبة الأمام (ع) التي في الصحن الشريف وأنها كانت مكتبة عظيمة وحتى الآن لا تزال بقاياها تحوي نفائس الكتب، من جملتها قرآن بالخط الكوفي كتب عليه أنه بخط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، ومن ضمنها كتب علمية وأدبية نادرة قديمة الخطوط جداً، ويوجد فيها شرح الدريدية لأبن خالويه بخطه؛ ولكن لا ينتفع اليوم بنفائس هذا الكنز لأنه مقبور بالإهمال؛ وكان على مديرية الأوقاف العراقية أن تعهد بهذه المكتبة إلى رجل ضليع لينظمها ويعرضها لاستفادة رواد العلم وإلا فإن تبعثرها وضياعها واضمحلالها أقرب النتائج المترقبة وقد احترقت هذه المكتبة عام ٧٥٥هـ وجددها جماعة من العلماء منهم ابن الآوي الذي كان صدراً للحكومة الأيلخانية وفخر المحققين ابن العلامة الحلي (كما أخبرني الأستاذ السمّاوي)
جدد تسعير بناية القبر عام ٧٦٠هـ بعد احتراق عمارة عضد الدولة بعمارة رابعة ذكرها مؤلفون القرن الثامن الهجري مجهولا صاحبها يظن أنه من رجال الحكومة الأيلخانية، وقد أصلحها الشاه عباس الأول من أعظم ملوك إيران المتأخرين، وفي عهد هذه العمارة قويت الهجرة إلى جامع النجف الأشرف في عهد المقدس الأردبيلي (المتوفى عام ٩٩٦هـ) وكان عالماً فاضلا مدققاً جليل القدر له عدة مؤلفات منها آيات الأحكام قد فسرها فيه وأرجح إليها قضايا الفقه، وله شرح الهبات التجريد وتعليقات على شرح المختصر للعضدي وشرح لإرشاد الأذهان في الفقه. وقد تولى الدرس في مدرسة الصحن الشريف، وكانت له حجرة فيه، هاجر إليه طلبة العلم وتخرج على يده جماعة من النوابغ منهم العلامة السيد محمد العاملي صاحب المدارك في الفقه وشرح القصائد العلويات السبع لأبن أبي الحديد في مدح الأمير (ع) وشرح الشواهد المدرجة في شرح بدر الدين لألفية أبيه ابن مالك وهو كتاب جليل مفعم بالفوائد غزير المادة الأدبية، وممن درس على الأردبيلي صاحب المعالم أحد الكتب المقرر تدريسها في جامع النجف الأشرف. ولنعد إلى بناية القبر الفخمة فإنها تضعضعت وحصلت صدوع في القبة المنورة بمرور العصور وتعاقب الأعوام، وأراد