وكان هناك صناديق أخرى في تلك الحفرة. وكنت أعرف أننا إذا أخرجناها كلها من الحفرة فلن نجد الوقت الكافي لكي نحملها إلى اليخت قبل طلوع النهار. وهذا يعني أن بعضها سيبقى على التل إلى النهار، وسيظهر الناس على حقيقة الأمر كله. لذلك آثرنا أن نحمل هذا الصندوق أولاً، ثم نحمل بقية الصناديق في الليالي التالية. وعلى ذلك، فقد ردمنا الحفرة بمهارة ورجعنا إلى اليخت بالصندوق الأول، وكان ثقيلاً. وقد حدث أن وقع على قدمي، وكشط الجلد كله، وكانت دوروثي هي السبب في ذلك. . .
وصاحت دوروثي معارضة: كلا، لست أنا. . .
وصحت غاضباً: كوني هادئة، أيتها الطفلة. . .
وعاد بريان يقول: حسن، بعد ما اجتزنا شريط القطار أوصلنا الصندوق إلى اليخت بواسطة قارب، ثم وضعناه أخيراً في الكابينة، وكان أمامنا وقت كاف لكي نحضر صندوقاً آخر، ولكننا آثرنا أن نفتح ذلك الصندوق أولاً لنرى ما بداخله.
وكأنما تعمد بريان مضايقتي، لأنه اختار هذه اللحظة بالذات لكي يشعل سيجارته، ولكنني امتنعت عن أي معارضة وانتظرت بفارغ الصبر حتى انتهي من هذه العملية وعاد يقول:
- ولم يكن فتح الصندوق بالشيء الصعب، فقد كان القفل قديماً قد أتلفه الصدأ، فلم نجد صعوبة في كسره، وكان. . .
فقاطعته وأنا أقول بلهفة: وماذا وجدتم في الداخل؟
- وجدنا المال الذي قال عنه (باير)؛ ولكنه كان أوراقاً مالية، وبالطبع كانت هذه الأوراق من الطبعة التي أصدرتها ألمانيا أثناء الحرب. وكان في الصندوق نصف مليون فرنك إن لم يكن أكثر؛ وأظنك اشتريت لي أوراقاً من هذا النوع بعد الحرب مباشرة لكي ألعب بها، وفي الوقت الذي خرجت فيه هذه الأوراق من دائرة التعامل، كان المائة ألف منها تساوي بنساً واحداً على ما أظن!