قلت وقد نفذ صبري: أنا لا أهتم بما تدفعه. استمر في قصتك.
- حسن، لقد عبرنا تشيكوسلوفاكيا والنمسا والمجر، وكان كل من يرى الراية الزرقاء ترفرف على اليخت لا يفهم السبب الذي حدا بيخت إنجليزي خاص إلى المجيء إلى أواسط أوربا، ولكنهم اعتادوا رؤيتنا فلم يسببوا لنا متاعب عند رجوعنا أخيراً بالذهب؛ وكان كل مكتب جمارك يدعونا ليلقي علينا بعض الأسئلة عن المكان الذي أتينا منه، وعما نفعله، وإلى أين نحن ذاهبان، وكان أكثرهم يتظاهر بأنه لا يعرف الألمانية.
قلت وقد عيل صبري: لعنة الله على الألمانية! ألم تذهب أخيراً إلى ديللنجن؟
- نعم في آخر الأمر، وكان أول شئ بدا لنا من ديللنجن هو الصليب التذكاري على المرتفعات القريبة من الماء. وكان هناك خط حديدي بجوار التل كما قال باير تماماً؛ وكان علينا أن نذهب إلى الشاطئ ونعبر شريط القطار، ثم نصعد إلى قمة الجبل، ولما وصلنا إلى ذلك الصليب التذكاري خطوت عشر ياردات إلى الشمال منه، وكان كل شئ حسناً.
- ماذا تعني بقولك حسن؟
- لقد قال باير الصدق، فقد كان هناك كثيب صغير من الرمال وحشيش نام لا يلاحظه إلا من يعرف مكانه بالضبط.
وعلى ذلك فقد رجعنا إلى اليخت، وانتظرنا إلى أن أتى الليل، وكان الانتظار طويلاً ومملاً، إذ كان يلوح لنا أن الوقت لا يتقدم. ولما خيم الظلام على الكون، ذهبنا إلى الشاطئ ثانية. . . وكنت قد اشتريت مجرافاً أثناء مروري بمدينة فينا، فأخذناه معنا واجتزنا شريط القطار، وكان قطار الشرق السريع الآتي من استامبول يمر في ذلك الوقت. . . فانتظرنا حتى مر، ثم ارتقينا التل في الظلام. ولم يكن من السهل العثور على ذلك الصليب التذكاري في هذا الظلام الشامل. . . ولكن كان من حسن حظنا أننا قد أتينا إلى هذا المكان في النهار. . . فجلست القرفصاء، وأخذت أتحسس الأرض لكي أعثر على كثيب الرمل. . . ولما وجدته بدأت أحفر في ذلك المكان. . . ولم أحفر كثيراً، فبعد أن حفرت ثلاث بوصات بدأ المجراف يحدث صوتاً مسموعاً نجم عن اصطدامه بشيء معدني، وكان ذلك الشيء صندوقاً حديدياً كبيراً. . . وبذلنا أنا ودوروثي مجهوداً كبيراً حتى أخرجناه من الحفرة. . .!