للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وراح صوته يخفت وينخفض حتى صار، وكأنه لا يأتي من فيه. . . بل يأتي. . . من السماء. . .!

(لقد علمت أن البشر لا يعيشون بالحرص على حياتهم. . . بل بالحب المغروس في قلوبهم وهل نفع حرص الأم على بنيتها؟! لا بل كان حب الظئر لهما!!.

ولقد عشت - عندما كنت إنساناً - لا بالحرص على حياتي. . . بل بالحب يختلج بين جوانح عابر سبيل. . . وبالرحمة والعطف الذي انبثق في فؤاده هو وزوجته على. . .

إن الحب شيء فطر عليه الإنسان وغرس في قلبه. . . وعليه يعيش وبه يحيا في هذه الدنيا. . .! وكنت احسب أن الله وهب الحياة للبشر، ومنحه الأمل في أن يعيش. . . بيد أني الآن علمت أشياء أخرى. . .! علمت أن الله لم يخلفه كي يعيش وحيداً فريداً. بل خلقه ألوفاً ساعياً للارتباط بغيره. . . عرفت أن المرأ مع تخيله أنه يعيش بالحرص على حياته. . . فهو يعيش في الحقيقة بالحب. . . لأن من كان الحب يملأ قلبه. . . فهو يعيش في الحقيقة بالحب. . . لأن من كان الحب يملأ قلبه. . . ففيه نفحة من الله. . . فالله عز وجل هو الحب. . . والحب هو الله!!. . .)

ثم ارتفع صوت (الملاك) في جرس ندي يردد أنشودة ملائكية يحمد فيها الله ويثني على آلائه!! فكان الكوخ والأشجار والطيور تتراقص وتهتز وكأنها تسبح بآيات الله. . . وانحسر سقف الكوخ حيث ارتفع عمود من النور يربط السماء بالأرض. . . فخر (سيمون) وزوجته وأطفاله وقد ملكت نفوسهم الرهبة والخشوع، وملأت قلوبهم الخشية والإجلال!. ونبت (للملاك) جناحان على كتفيه. . . حيث راح يسبح بهما مصعداً إلى السماء. . .!

فلما أفاق (سيمون). . . وراح يقلب طرفه فيما حوله. . . رأى الكوخ وقد أصبح كما كان. . وليس فيه سوى زوجته (مترونا) وأطفاله الصغار. . .

مصطفى جميل مرسي

<<  <  ج:
ص:  >  >>