ويرقب العالم الخارجي فشله وسقوطه؛ ويكتب يوسف روت بأسلوب ساحر، ونزعة غنائية مؤثرة حتى ليخيل إليك أنه يمزج الشعر بالنثر. ويقدم إلينا أرنست جليزر أيضاً في (آخر المدنيين) قصة سياسية هي تاريخ ألماني هاجر إلى أمريكا منذ نصف قرن وعاش في العالم الجديد بأمل العودة إلى وطنه، ولكنه لم يعد إلا قبيل قيام الحكومة الهتلرية، ويصف لنا المؤلف حياة المجتمع الألماني في الريف عقب الحرب، وروعة الهزيمة، ونكبة التضخم المالي، واعتقاد الشعب أن الذنب في ذلك كله يرجع إلى (البروسيين) وكيف أن الشعب لم ينضم إلى الحركة الهتلرية إلا باعتقاد أنها كفاح ضد السيادة البروسية. ثم يصف لنا بعد ذلك روعة اليأس الذي استحوذ على بطله حينما رأى ألمانيا الديموقراطية قد حطمت وغاضت، فغاضت معها آماله ثم حياته
ويرى النقدة أن أبدع كتب الموسم كتاب هينريخ مان (شباب هنري الرايع)؛ ويرد المؤلف في كتابه على الملاحظة التي تلاحظ في أدب المنفى، وهو أنه أدب تاريخ، ويقول لنا، أجل إن الأدب الألماني في المنفى يجب أن يكون تاريخياً، ومن التاريخ تستخرج العظات والعبر، ويستمد الأمل في المستقبل ويصف لنا المؤلف حياة هنري الرابع ملك فرنسا ومحقق وحدتها في أسلوب بديع هادئ، وفي عرض قصصي ساحر مؤثر
وهكذا ينشأ خارج ألمانيا، وفي ظلال المنفى، أدب ألماني جديد، قوي حر، تميز باستقلاله وحياته الجديدة في ظلال حرية غاضت من أرضه ومهاده، وهو يتجه بأمله إلى المستقبل القريب
بعض عناوين وأسماء
بعث إلينا أديب يستفهم عن عناوين بعض الكتاب الحديثة التي تستعرضها (الرسالة) بلغاتها الأصلية، ويرجو أن تكتب الرسالة دائماً عناوينها الأصلية وأسماء مؤلفيها بالإفرنجية. وهذا ما تفعله الرسالة في الواقع في معظم الأحوال، وإذا كنا نكتب أسماء المؤلفين أحياناً باللغة العربية فقط، فذلك اعتماداً منا على شهرة أولئك المؤلفين وعلى فطنة القارئ. وفيما يلي بعض العناوين والأسماء التي استفهم عنها الأديب المذكور في كتابه: