للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو أن ينشئ، للمدرس، أو للامتحان؛ لأنه لم يتعود أن يقرأ ليلذ نفسه ويرضي عاطفته، بل ليستعين على أداء تكليف ثقيل. . .!

وهذه الكتب الكثيرة للإنشاء، أثرٌ من إيحاء مناهج الدراسة ونظم التعليم في بلادنا، هذه النظم التي تقيس العلم بعدد الناجحين ونسبة النجاح، ومن ثم كانت أكثر محاولات المدرسين في مدارسنا للوصول إلى هذه الغاية؛ أما تربية الملكات، وصقل العقل، وإرهاف الحس، فذلك شئ قلما ترى من يحاوله منهم، ولعل لهم عذراً كبيراً من ذاك. . .!

ولقد يكون من الخير الكثير لو أن المؤلفين الذين يحاولون تأليف الكتب للإنشاء اتجهوا في ذلك اتجاهاً آخر، فوضعوا همهم وجهدهم في تأليف كتب أخرى مما يروق التلاميذ صغاراً وكباراً، ويشوقهم إلى قراءته غير محمولين عليه، مثل: القصص، والرحلات المشوّقة، وغيرها، ثم ليجعلوا في ثنايا ذلك ما يريدون أن يضيفوه إلى ثروة التلاميذ اللغوية والعلمية. فلعلهم إن فعلوا ذلك يكونون قد أضافوا إلى اللغة ثروة جديدة من أدب الأطفال، وعوَّدوا الأطفال أن يقرءوا التماساً للذة العقلية ومتاع الروح، بدل أن يقرءوا رغبة في النجاح وحسب.

وما نعني بهذه الكلمة - هذا الكتاب الجديد وحده، فلعله من خير ما أُلف في موضوعه، وإنما هو رأي نحب أن يسمعه كل القائمين على تعليم الإنشاء في المدارس المصرية.

محمد سعيد العريان

<<  <  ج:
ص:  >  >>