ويعيش الأولاد في القرى الاشتراكية حياة مستقلة تختلف عن حياة الكبار، فلهم بيوت ومطاعم خاصة ومطبخ مستقل ومربيات خصوصيات، قال: والإنسان الاشتراكي لا يعيش هنا لنفسه فقط، بل للمجموع، وعليه أن يجدّ لسعادة المجموعة الاشتراكية أو الأخوية الاشتراكية التي يعيشها، ولا يحاول أن يعتلي على زملائه أو يتحكم فيهم، فهو عامل وشريك، ورأس مالي وفقير معدم في وقت واحد؛ والأغرب أن على هذا الإنسان الذي يعيش بدون أمل في الرفعة والسؤدد الشخصي أن يجد ويجتهد، ويعمل بهمة ونشاط كما لو كان يعمل لمستقبله ومستقبل أولاده وأحفاده؛ وإذا لاحظ إخوانه في الاشتراكية أنه كسول خامل، يعمل أقل مما يقدر على عمله، لا يتوانون عن إفهامه بلطف وجوب مغادرتهم، فإن تجاهل أفهموه صراحة وحكموا بطرده؛ ومتى زهد في الحياة الاشتراكية تقدم له الجمعية نفقات سفره إلى المكان الذي يقصده، وإن رغب أحد الاشتراكيين في زيارة أهله نقدوه نفقات سفره ذهاباً وإياباً إلى أقصى الأرض ليعود إليهم بعد انقضاء مدة الأذن، ومن كان له فقراء من أهله في مدن أخرى، تقدم له المجموعة الاشتراكية مبلغاَ شهرياً لا يتجاوز الجنيهين، وفي هذا الدليل فوائد كثيرة ينبغي للفلاح المصري والشامي والعراقي أن يتعلموها، وينسجوا على منوالها بما يلائم طباعهم وعاداتهم.